ووجه جوازه الحمل على همزة كساء إذ كانت لام الفعل ، فإن كانت إحداهما منقلبة فقد تشابها / في كونهما أصلين فلذلك جاز القلب في همزة قراء والله أعلم.
واعلم أن ما كان آخره هاء التأنيث وقبلها ياء أو واو فالنسب إليه كالنسب إلى الممدود المصروف وذلك نحو : صلاية ، وشقاوة (١) تقول : صلايي وشقايي ، وإنما وجب ذلك لأن هاء التأنيث يقدر سقوطها لأجل ياء النسب فإذا قدرت ذلك صارت الياء والواو طرفا وقبلها ألف فيجب قلبها همزة كهمزة رداء فإذا لحقتها ياء النسبة بقيا على ما وجب لهما من الهمز ويجوز أن تقول : شقاوي وصلاوي ، كما جاز كساوي ، ورداوي.
فإن قال قائل : إذا كانت ياء النسب تحل محل هاء التأنيث فلم لم تبق الياء والواو على ما كان أمرهما عليه مع ياء النسبة؟ قيل : لا يجوز ذلك لأنه إذا وجب تقدير الاسم مذكرا لمجيء النسبة لم يجز أن تبقى الياء والواو على لفظهما ، وذلك أنّا لو قدرنا دخول هاء التانيث على هذا ولم يبن الاسم على التأنيث لهمزنا فقلنا : صلاءة وشقاءة فإذا كانت الهمزة لا تجب إذا قدرنا الاسم مذكرا مع هاء التأنيث وكان قلبها همزة مع ياء النسبة أولى لأنه لا يجب إلا تقدير الاسم مذكرا ثم إدخال النسبة عليه فاعرفه.
فإن كان آخر الاسم ياء وقبلها ألف فلك في النسبة إليه ثلاثة أوجه : وذلك نحو : رأي ، تقول في النسبة إليه : رأيي ، ورأوي ، ورأئي ، فمن أقر الياء مع النسبة فلأنها ياء يدخلها الإعراب فتجري مجرى الحروف الصحاح إلا أنه ليس في قوة رأوي لأن رأيي قبل يائه ألف ، والألف تشبه بالياء فيصير إقرارها مع ياء النسبة كأربع ياءات فلذلك فارقت ياء (رحى) ، وجاز أن تقلب واوا وهمزة فأما من
__________________
(١) الصّلاية : ويهمز : الجبهة ، واسم ، ومدقّ الطيب. ج : صليّ وصليّ. القاموس (صلي).
مشقاوة : المشقا : المشط. لغة في الهمز ... القاموس (شقو).