يمن فكان القياس على هذا الوجه أن يقولوا : تهمي ، ولكنهم حذفوا إحدى الياءين وعوضوا منها الألف كما ذكرنا في يمان لكثرة الاستعمال واحتمال النسب للتغيير ، ومن ذلك النسب إلى البحرين بحراني وكان القياس يجري لأن ياء النسب يقع عليها الإعراب فلا يجوز بقاء ألف التثنية معها لئلا يجتمع في الاسم رفعان ونصب ، ومع ذلك فإن علامة التثنية والجمع زيادة على بناء الاسم كزيادة هاء التأنيث. فكما يجب إسقاط هاء التأنيث لمجيء ياء النسبة فكذلك يجب إسقاط علامة التثنية والجمع لاشتراكهما في الزيادة في أواخر الأسماء ، وإنما جاز بحراني لأنه قد صار اسما لموضع لا يجوز إسقاط الألف والنون منه فصارت الألف والنون معه كالألف والنون في عثمان (١) وجريا مجرى ما بني الاسم عليه وصار أيضا في ياء الألف والنون فصل بين النسب إلى هذا الموضع وبين النسب إلى البحر بعينه ومن ذلك قولهم في النسب إلى زبنية (٢) : زباني ، وكان القياس : زبني ، ولكنهم أبدلوا من الياء ألفا لتخفيف الكلمة من غير أن يحذفوا حرفا ، ويجوز أن يكونوا خصوا بهذا ليدلوا على أن الأصل فيه فعيلة وإن شئت جعلت الألف عوضا عن حذف الياء من فعيل كما جعلوها عوضا من إحدى ياءي النسب [في](٣) يمان ، وأما قولهم في النسب إلى الدهر : دهري ، فإنهم أرادوا الفصل بين من قد مرت عليه الدهور وبين من يقول بالدهر فضم الأول لضمة الدهور وبقوا لفظ من يقول بالدهر على فتحه ، ومن ذلك قولهم في النسب إلى البصرة : بصري بكسر الباء ، ووجه ذلك أن البصرة بكسر الباء اسم الحجارة الرخوة فيجوز أنهم
__________________
(١) في الأصل : عثمن.
(٢) الزّبنية : كهبرية : متمرد الجن والإنس ، والشديد ، والشّرطيّ ، ج. زبانية ، أو واحدها : زبنيّ ... والنسبة زبانيّ ، مخففة. القاموس (زبن).
(٣) زيادة ليست في الأصل ، وفي الأصل : و.