التسمية بالتثنية والجمع الأحسن فيهما حكاية حالهما قبل التسمية ، وإذا كان ذلك كذلك فقد جريا في حال التسمية مجراهما قبل التسمية اعني في الإعراب ، فلذلك كان حذفهما في التسمية مساويا لحذفهما قبل التسمية ، ومن جعل الإعراب في النون قال : جاءني رجلان ، ورأيت رجلان ، ومررت برجلان ، وكذلك من يقول : جاءني مسلمين ، ورأيت مسلمينا ، ومررت بمسلمين ، فإنه قد أجرى هاتين العلامتين مجرى ما هو من نفس الحرف ، وإذا نسبت إليها لم تحذف منها شيئا فتقول هذا رجلاني ، ومسلميني ، وكذلك حال يبرين ، وقنّسرين (١) ، وفلسطين ، من أعربها إعراب الجمع فجعلها في الرفع بالواو وفي الجر بالنصب بالياء حذف الياء والنون في النسبة إذا أجراها مجرى الجمع ، ومن جعل الإعراب في النون ولم يحذف من الأسماء فقال هذا قنسريني ، وفلسطيني ، وكذلك حكم جميع ما يجري هذا المجرى من الأسماء ، فأما النسب إلى المساجد فمسجدي لأنك رددت المساجد إلى الواحد ونسبت إليه لتفصل بين من اسمه مسجد وبين من يكثر القعود في المساجد (٢) وإنما كان بالرد إلى الواحد أولى من المسمى بالجمع لأن الذي يكثر القعود في المساجد ليس يجوز أن يجمع بينهما في حال واحدة وإنما نسب إلى أحدها ولفظه لفظ الجنس لما صارت النسبة تدل على ملازمته للمساجد إذ ليس واحد منها أولى به من الآخر ، وأما المسمى بالجمع فقد صار مجموع الكلمة وليس الغرض بالنسبة إثبات معنى من المسمى بل الغرض أن
__________________
(١) يبرين : بالفتح ثم السكون ، وكسر الراء ، وياء ثم نون ، وهو لغة في أبرين ، وهو رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة ، وقيل : يبرين بأعلى بلاد بني سعد ، وقيل : يبرين من أصقاع البحرين. معجم البلدان ٥ / ٤٢٧.
قنّسرين : بكسر أوله ، وفتح ثانيه وتشديده ، وقد كسره قوم ، ... مدينة بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص ، وكان فتحها على يد أبي عبيدة بن الجراح سنة ١٧ ه ، وقد كان خرابها سنة ٣٥١ ه أو ٣٥٥ ه معجم البلدان ٤ / ٤٠٣ ـ ٤٠٤.
(٢) مساجدي نسبة إلى من يكثر ملازمة المساجد.