معربان فيناقض قوله ولو لم يعترف بإعراب التثنية والجمع لكان لقوله مساغ وهو مذهب أبي إسحاق الزجاج (١) وأما الجرمي (٢) فجعل انقلاب هذه الحروف هو الإعراب (٣) وقوله أيضا مختل ؛ لأن أول أحوال الاسم الرفع فإذا هو في حال الرفع غير منقلب ، وإذا لم يكن منقلبا وجب أن يكون الاسم غير معرب فيؤدي إلى أن يكون بعض التثنية والجمع معربا وبعضه مبنيا قد روي عن غير هؤلاء (٤) أنهم جعلوا هذه الحروف هي الإعراب كالضمة والفتحة والكسرة وهذا القول هو أضعف الأقاويل ؛ لأن شرط الإعراب ألّا يخل سقوطه بمعنى الكلمة إذ كان زائدا على بنائها ونحن لو أسقطنا هذه الحروف التي تدخل على التثنية والجمع لزال معنى الكلمة فلهذا لم يجز أن يكون إعرابا.
واعلم أن المذكر والمؤنث يستويان في التثنية لأن طريقة التثنية واحدة (٥) إذا كان معناها لا يختلف ، وإذ كان الاثنان لا يكونان أكثر من اثنين فجعل لفظهما أيضا غير مختلف.
وأما الجمع وإن كان فرعا على الواحد كالتثنية فإنه غير محصور ، فلم يجب أن
__________________
(١) هو أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج ت ٣١٦ ، انظر : الإنباه ١ / ١٥٩ ، والبغية ١٧٩ ولتبين مذهبه في التثنية والجمع انظر : المساعد على تسهيل الفوائد ١ / ٤٧ إذ لم يكتف ابن عقيل بتبيين مذهب الزجّاج وإنما بيّن مذاهب عدد كبير من النحاة كالجرمي وابن عصفور والأعلم والأخفش والمبرد وابن كيسان وابن ولّاد والكوفيين وقطرب بالإضافة للخليل وسيبويه.
وانظر أيضا : شرح الأشموني ١ / ٣٩.
(٢) هو صالح بن إسحاق أبو عمر الجرمي البصري ، أخذ عن الأخفش ويونس (ت ٢٢٥ ه).
انظر الإنباه ٢ / ٨٠ ، والبغية ٢٦٨.
(٣) جاء في الكافية : " وقال الجرمي هي حروف الإعراب وانقلابها علامة الإعراب ..." ١ / ٣٠ وقد نسب ابن عقيل هذا المذهب لابن عصفور أيضا ، وقال : إن بعضهم نسبه لسيبويه.
انظر المساعد على تسهيل الفوائد ١ / ٤٧.
(٤) يعني الكوفيين كما جاء في كتاب الكافية في النحو ١ / ٣٠.
(٥) في الأصل : واحد ، ولا بد من ضمير التأنيث لأنه عائد على طريقة التثنية.