البحث
البحث في الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله
وهما نزول السورة بتمامها مرة واحدة أو أكثر .. والنزول التدريجي لها مرة ثانية. وسنورد بعض الشواهد لكلا هذين القسمين فيما يلي من صفحات ، فنقول :
نزول السورة بتمامها :
فقد ورد في الروايات : أن سورة المائدة ، والأنعام ، ويونس ، والتوبة ، والكهف ، وبضعا وثمانين آية من أول سورة آل عمران ، وجميع سور المفصل .. بل أكثر سور القرآن ، ربما باستثناء سورتين أو ثلاث ـ كالبقرة وآل عمران ـ إن جميع ذلك قد نزل سورة سورة ..
وقد قال تعالى في أول سورة النور : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها) .. مع أن الأحداث التي ذكرت سببا لنزول آياتها مختلفة ومتفرقة ..
وقال تعالى أيضا : (وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) (١) .. فإنهم كانوا يقولون ذلك بمجرد فراغه «صلىاللهعليهوآله» ، من تلاوة القرآن عليهم ، ولم يكن القائلون ينتظرون الأيام والليالي ، حتى إذا اكتمل نزول السورة التدريجي قالوا ذلك ..
بل إنه حتى حين كانت تنزل آيات السورتين أو الثلاث تدريجا ، فإن المقصود هو أن تنزل بتمامها ضمن مدة شهر مثلا .. ثم تبدأ سورة أخرى بالنزول ..
وليس المقصود أن ينزل بعض السورة ، ثم ينزل بعض من غيرها ، ثم
__________________
(١) الآية ١٢٤ من سورة التوبة.