يستعمل هذا الغلام على المهاجرين؟! :
ولا ندري كيف يمكن أن نحكم على عياش بن أبي ربيعة وعلى القوم الذين تكلموا بمثل كلامه ، بصحة الإيمان ونحن نرى أنه يعترض على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في تأميره أسامة ، ويخطئه ، ويطعن في عصمته؟! (١).
ويزيد الأمر إشكالا : تبرير اعتراضه هذا بأنه «صلىاللهعليهوآله» قد أمّر أسامة على المهاجرين ، مع أنه أمّره على المهاجرين والأنصار معا.
وكأنه يرمي إلى الإيحاء بأن المهاجرين طبقة مميزة عن غيرهم من سائر المسلمين بما في ذلك الأنصار.
فهو ينطلق من شعور عنصري ، أو مفهوم طبقي ، أدانه الإسلام ورفضه ، ولا يعترف به ، بل يعتبره من الدعوات المنتنة والبغيضة.
ويلاحظ : أن ابن أبي الحديد المعتزلي وتبعه الحلبي قد زادا كلمة والأنصار على النص من عند أنفسهما ، مع عدم وجود هذه الكلمة في المصادر الأولية كما يعلم بالمراجعة ، فلماذا هذا التصرف يا ترى؟!!
__________________
(١) راجع : البحار ج ٢١ ص ٤١٠ وج ٣٠ ص ٤٢٩ وعمدة القاري ج ١٨ ص ٧٦ وكنز العمال ج ١٠ ص ٥٧٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ ص ٧١٤ وتاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ٥٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ١٩٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ١ ص ١٥٩ وج ١٠ ص ١٨٤ وج ١٧ ص ١٨٢ و ١٩٤ وفتح الباري (المقدمة) ص ٢٩٨ وج ٧ ص ٦٩ وج ٨ ص ١١٥ والعثمانية للجاحظ ص ١٤٦ وإمتاع الأسماع ج ٢ ص ١٢٤ وج ١٤ ص ٥٢٠ وعيون الأثر لابن سيد الناس ج ٢ ص ٣٥٢ السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج ٣ ص ٢٢٧ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ٢٤٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٤٤.