يعني أن «ذا» اختصت من بين سائر أسماء الإشارة بأنها تستعمل موصولة ، وتكون مثل «ما» في أنها تستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث مفردا كان أو مثنى أو مجموعا فتقول : «من ذا عندك ، وما ذا عندك؟» سواء كان ما عنده مفردا مذكرا أو غيره.
وشرط استعمالها موصولة أن تكون مسبوقة ب «ما» أو «من» الاستفهاميتين نحو : «من ذا جاءك ، وما ذا فعلت» ، ف : «من» : اسم استفهام وهو مبتدأ ، و «ذا» موصولة بمعنى الذي وهو خبر من ، و ««جاءك» : صلة الموصول ، التقدير : «من الذي جاءك»؟ وكذلك «ما» : مبتدأ ، و «ذا» : موصول بمعنى الذي وهو خبر ما ، و «فعلت» : صلته ، والعائد محذوف تقديره : «ماذا فعلته»؟ أي : ما الذي فعلته.
واحترز بقوله : «إذا لم تلغ في الكلام» من أن تجعل «ما» مع «ذا» ، أو «من» مع «ذا» كلمة واحدة للاستفهام نحو : «ماذا عندك»؟ أي : أيّ شيء عندك ، وكذلك : «من ذا عندك»؟. «فماذا» : مبتدأ و «عندك» : خبره ، وكذلك «من ذا» مبتدأ ، و «عندك» خبره. ف «ذا» في هذين الموضعين ملغاة لأنها جزء كلمة ، لأن المجموع اسم استفهام (١).
__________________
(١) ويشترط في موصوليتها كذلك ألا تكون للإشارة كقولنا : من ذا الرجل؟ وما ذا التواني؟ ، لأن ما بعدها هنا مفرد لا يصلح صلة للموصول فتعيّن كونها للإشارة.