(و) والتنوين الغالي (١) ـ وأثبته الأخفش ـ وهو : الذي يلحق القوافي المقيدة (٢).
٣ ـ كقوله : وقاتم الأعماق خاوي المخترقن (٣)
وظاهر كلام المصنف أن التنوين كلّه من خواصّ الاسم.
وليس كذلك ؛ بل الذي يختص به الاسم إنما هو : تنوين التمكين والتنكير والمقابلة والعوض ، وأما تنوين الترنّم والغالي فيكونان في الاسم والفعل والحرف.
__________________
المعنى : لقد دنا الرحيل غير أن إبلنا لم تغادر ديار الأحبة برحالنا ، وكأنها قد رحلت لدنو الفراق.
الإعراب : غير : اسم منصوب على الاستثناء. لما : حرف جازم ، تزل : فعل مضارع تام مجزوم بلم ، والفاعل مستتر تقديره : هي ، والجملة خبر أن في محل رفع ، وأن مع معموليها في تأويل مصدر مجرور بالإضافة إلى غير. كأن : حرف مشبه بالفعل مخففة من الثقيلة ، تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، وخبرها جملة فعلية محذوفة دلّ عليها الكلام السابق والتقدير : وكأن قد زالت.
الشاهد فيه : دخول تنوين الترنم على الحرف (قدن) مما يدل على أنه ليس دليلا على اسمية ما يدخل عليه ، وليس من أنواع التنوين الأربعة التي أشار الشارح إلى أنها علامات للاسم.
(١) سمي الغالي من الغلو وهو الزيادة.
(٢) القوافي المقيّدة هي التي سكن فيها حرف الروي :
(٣) من رجز لرؤية بن العجّاج. والقاتم : المظلم ، الأعماق : نواحي الصحراء ، والمخترق : الممرّ.
المعنى : رب مكان مظلم النواحي خالي المعابر والطرق دفعت إليه ناقتي.
الإعراب : وقاتم : الواو : واو رب ، قاتم : مبتدأ مجرور لفظا مرفوع تقديرا ، وما بعده صفات له والخبر مذكور بعد أبيات من الأرجوزة. الشاهد فيه قوله : (المخترقن) فقد ألحق التنوين الغالي بآخر القافية المقيدة ، وأدخله على المحلى بأل ، مما يدل على أن التنوين الغالي ليس دليلا على الاسمية ، لأن تنوين الاسم لا يدخل على المحلى بأل.