وصار باقي (١) الجزء من عصيره |
|
إلى سرار الأرض أو قعوره |
يعني العَصِير ما بقي من الرطب في بطون الأرض ، ويبس ما سواه. وكل شيء عُصِر ماؤه فهو عصير ، بمنزلة عصير العنب حين يُعصر قبل أن يختمر. والاعتِصار أن تخرج من إنسان مالا بغرم أو بوجه من الوجوه. قال (٢) :
فمن واستبقي ولم يعتصرْ |
|
من فرعه مالا ولا المكسر |
مكسره لشيء أصله ، يقول : من على أسيره فلم يأخذ منه مالا من فرعه ، أي : من حيث تفرع في قومه ، ولا من مكسره ، أي : أصله ، ألا ترى أنك تقول للعود إذا كسرته : إنه لحسن المكسر فاحتاج إلى ذلك في الشعر فوصف به أصله وفرعه.
والاعْتِصار أن يغص الإنسان بطعام فيعتصر بالماء ، وهو شربه إياه قليلا قليلا ، قال الشاعر (٣)
لو بغير الماء حلقي شرق |
|
كنت كالغصان بالماء اعتصاري |
أي : لو شرقت بغير الماء ، فإذا شرقت بالماء فبما ذا أعتصر؟
والجارية إذا حرمت عليها الصلاة ، ورأت في نفسها زيادة الشباب فقد أَعْصَرَتْ فهي مُعْصِر ، بلغت عصر شبابها. واختلفوا فقالوا : بلغت عَصْرَها وعُصُرَها وعصورَها. قال (٤)
........... |
|
وفنقها المراضع والعصور |
__________________
(١) في ط وس وعن س (فيما يبدو) في (م) : وضاربا في وهو تصحيف والصواب ما في الأصل (ص) وهو ما أثبتناه ، ورواية التهذيب تطابقه. وفي اللسان : وصار ما في .....
(٢) لم يقع لنا القائل ، والبيت في اللسان وفي التاج (كسر) وهو منسوب فيهما إلى الشويعر ، والرواية في التاج : ولم يعصر.
(٣) القائل هو (عدي بن زيد). ديوانه ق ١٧ ب ٥ ص ٩٣. والبيت في التهذيب ٢ / ١٥ وفي المحكم ١ / ٢٦٧.
(٤) لم نقف على القائل. والشطر في اللسان ، وفي التاج (عصر) ولم ينسب فيهما. وفنق ، أي : نعم. وهذه الكلمة في ط : وقفتها ، وفي س : ووقفتها. وفي م : وقضتها وهذا كله تصحيف.