أبى الحصين وابن البناء وابن ملوك والواسطي وابن الزاغونى وابن دحروج وعلى ابن طراد وغيرهم. وطلب من الشام للسماع عليه فتوجه إلى هناك ، وحدث بإربل والموصل وحلب وحران ، وأقام بدمشق مدة طويلة ، وروى أكثر مسموعاته ، وحصل مالا حسنا ، وعاد إلى بغداد وأقام بها مدة يحدث إلى أن أدركه أجله ، سمعت منه الكثير ، وكان يعرف شيوخه ويذكر مسموعاته. وكانت أصول سماعاته بيده ، وأكثرها بخط أخيه. وكان يكتب حسنا ، ويؤدب الصبيان ولم يكن يفهم شيئا من العلم ، وكان متهاونا بأمور الدين ، رأيته غير مرة يبول من قيام ، فإذا فرغ من إراقة بوله أرسل ثوبه وقعد من غير استنجاء بماء ولا حجر ، وكنا نسمع منه يوما أجمع ، فنصلي ولا يصلى معنا ، ولا يقوم لصلاة ، وكان يطلب الأجر على رواية الحديث إلى غير ذلك من سوء طريقته ، وحلف ما جمع من الحطام لم يخرج عنه حقا لله عزوجل.
أخبرنا عمر بن المؤدب بقراءتي عليه أنبأ أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه أنبأ أبو القاسم على بن المحسن التنوخي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما أسكر كثيره فقليله حرام» (١).
أخبرنا عمر بن طبرزد بقراءتي عليه أنبأ أبو غالب أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليه أنبا أبو محمد بن على الجوهري أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا بشر ابن موسى الأسدى حدثنا هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن سلام قال : لما ورد رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة قال فجئت في الناس انظر فلما تبينت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول شيء سمعته يتكلم به أن قال : «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام» (٢).
أخبرنا عمر بن محمد بن معمر أنبأ أبو غالب ابن البناء [أنبأ] (٣) أبو محمد الجوهري أنبأ أبو عمر محمد ابن العباس بن حيويه حدثنا محمد بن القاسم حدثنا عبد الله بن أبى سعد حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم المؤدب حدثني محمد بن عثمان ابن
__________________
(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ١٧٩.
(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ٤٥١.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.