أنبأني أحمد بن سلامة ، عن مسعود بن أبي منصور ، وأبي المكارم اللّبّان قالا : أنا أبو عليّ ، ثنا أبو نعيم ، ثنا أبو بحر محمد بن الحسن ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا صدقة بن موسى ، حدّثني مالك بن دينار ، عن عبد الله بن غالب الحدّانيّ ، عن أبي سعيد أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «خصلتان لا تجتمعان في مؤمن : البخل ، وسوء الخلق» (١).
وأنبئت عن اللّبّان ، أنا أبو علي ، أنا أبو نعيم ، ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس ، ثنا أبو داود ، ثنا صدقة بهذا ، رواه التّرمذيّ ، عن الفلّاس ، عن أبي داود ، قال نصر بن عليّ : ثنا نوح بن قيس ، ثنا عون بن أبي شدّاد ، أنّ عبد الله بن غالب كان يصلّي الضّحى مائة ركعة ويقول : لهذا خلقنا وبهذا أمرنا ، ويوشك أولياء الله أن يكفوا ويحمدوا (٢).
قال نصر : وأخبرنا نوح بن قيس ، عن أخيه خالد ، عن قتادة أنّ عبد الله بن غالب كان يقصّ في المسجد ، فمرّ عليه الحسن فقال : يا عبد الله ، لقد شققت على أصحابك. فقال : ما أرى أعينهم انفقأت ، ولا ظهورهم اندقّت ، والله يأمرنا يا حسن أن نذكره كثيرا ، وتأمرنا أن نذكره قليلا (كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) (٣) ، ثم سجد. قال الحسن : بالله ما رأيت كاليوم ، ما أدري أسجد أم لا (٤).
ـ قال غسّان بن مضر : ثنا سعيد بن يزيد قال : سجد عبد الله بن غالب ، ومضى رجل إلى الجسر فاشترى حاجة ورجع ، وهو ساجد (٥).
جعفر بن سليمان : ثنا مالك بن دينار قال : سمعت ابن غالب يقول في دعائه : اللهمّ إنّا نشكو إليك سفه أحلامنا ، ونقص علمنا (٦) ، واقتراب ،
__________________
(١) أخرجه الترمذي في كتاب البرّ والصلة (٢٠٢٨) باب ما جاء في البخل ، عن أبي حفص عمرو بن علي ، حدّثنا أبو داود ، حدّثنا صدقة بن موسى ، بإسناده.
(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤١٩ وفيه «يكافئوا ويحمدوا».
(٣) سورة العلق الآية ١٩.
(٤) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٢٠.
(٥) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٢٠.
(٦) في طبعة القدسي ٣ / ٢٦٨ «عملنا» والتصويب من تهذيب الكمال.