آلاف وثمانين (١).
قال حمّاد بن زيد ، عن جرير بن حازم ، عن الحسن بن عمارة ، عن أبي إسحاق قال : ما رأيت أميرا قطّ أفضل من المهلّب بن أبي صفرة ، ولا أسخى ، ولا أشجع لقاء ، ولا أبعد ممّا تكره ، ولا أقرب ممّا تحبّ (٢).
وقال محمد بن سلّام الجمحيّ : كان بالبصرة أربعة ، كلّ رجل منهم في زمانه لا نعلم في الأنصار مثله : الأحنف في حلمه وعفافه ومنزلته من عليّ عليهالسلام ، والحسن في زهده وفصاحته وسخائه ومحلّه من القلوب ، والمهلّب بن أبي صفرة ، فذكر أمره ، وسوار بن عبد الله القاضي في عفافه وتحرّيه للحقّ (٣).
وعن المهلّب قال : يعجبني في الرجل خصلتان : أن أرى عقله زائدا على لسانه ، ولا أرى لسانه زائدا على عقله (٤).
وقال قتادة : سمعت المهلّب بن أبي صفرة ـ وكان عاقلا ـ يقول : نعم الخصلة السّخاء تسدّ عورة الشريف ، وتمحق خسيسة الوضيع ، وتحبّب المزهوّ (٥).
وقال روح بن قبيصة ، عن أبيه ، قال المهلّب : ما شيء أبقى للملك من العفو ، وخير مناقب الملك العفو (٦).
قال خليفة (٧) ، وأبو عبيد : مات المهلّب سنة اثنتين وثمانين.
وقال آخر : توفّي غازيا بمروالرّوذ في ذي الحجّة (٨).
وقال خالد بن خداش : حدّثني ابن أبي عيينة قال : توفّي المهلّب في
__________________
(١) في سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٨٤ «أربعة آلاف وثمان مائة».
(٢) تاريخ دمشق ١٧ / ٢٢٥ ب.
(٣) تاريخ دمشق ١٧ / ٢٢٥ ب.
(٤) تاريخ دمشق ١٧ / ٢٢٦ ب.
(٥) تاريخ دمشق ١٧ / ٢٢٦ ب.
(٦) تاريخ دمشق ١٧ / ٢٢٧ أ.
(٧) في تاريخه ٢٨٨ ، وفي طبقاته : مات سنة ٨١ ويقال ٨٢ ه. (ص ٢٠١).
(٨) انظر طبقات ابن سعد ٧ / ١٣٠.