الأنصاري ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وسليمان التّيميّ ، وآخرون من هذه الطبقة الثالثة ، وعمر بن شاكر ، وكثير بن سليم ، وناس قليل من هذه الطبقة التي انقرضت بعد السبعين ومائة ، لكن ليس فيها من يحتجّ به.
وروى عنه بعدهم ناس متّهمون بالكذب كخراش ، وإبراهيم بن هدبة ، ودينار أبو مكيس ، حدّثوا في حدود المائتين.
فعن أنس قال : كنّاني النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ببقلة أجتنيها (١) ، يعني حمزة.
وفي «الصحيح» ، عن أنس قال : قدم النّبيّ صلىاللهعليهوسلم وأنا ابن عشر ، وكان أمّهاتي يحثثنني على خدمته (٢).
وقال عليّ بن زيد بن جدعان ـ وليس بالقويّ ـ ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أنس قال : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة وأنا ابن ثمان سنين ، فأخذت أمّي بيدي ، فانطلقت بي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : يا رسول الله إنّه لم يبق رجل ولا امرأة من الأنصار إلّا وقد أتحفك بتحفة ، وإنّي لا أقدر على ما أتحفك به ، إلّا ابني هذا ، فخذه فليخدمك ما بدا لك ، فخدمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم عشر سنين ، فما ضربني ولا سبّني سبّة ، ولا عبس في وجهي.
رواه التّرمذيّ (٣) بأطول من هذا.
وقال عكرمة بن عمّار : ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدّثني أنس قال : جاءت بي أمّ سليم إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد أزّرتني بنصف خمارها وردّتني ببعضه ، فقالت : هذا أنيس ابني أتيتك به يخدمك ، فادع الله له ، فقال : «اللهمّ أكثر ماله وولده». قال أنس : فو الله إنّ مالي لكثير وإنّ ولدي وولد ولدي يتعادّون على نحو من مائة اليوم (٤).
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٣٩١٨) والطبراني في المعجم الكبير ١ / ٢٣٩ رقم (٦٥٦) ، والنووي في تهذيب الأسماء ١ / ١٢٧.
(٢) أخرجه مسلم (٢٠٢٩) وأحمد في المسند ٣ / ١١٠ ، وابن سعد في الطبقات ٧ / ١٩.
(٣) انظر نصوصه متفرّقة في سننه (٥٨٩) و (٢٦٧٨) و (٢٦٩٨) ، وما ذكره المؤلّف هنا هو لأبي يعلى ، انظر : مجمع الزوائد الهيثمي ١ / ٢٧١ ، ٢٧٢ ، وتاريخ دمشق ٣ / ٧٨ ب.
(٤) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (١٤٣ / ٢٤٨١) باب من فضائل أنس بن مالك.