أنس ، فصلّى بالنّاس بالبصرة أربعين يوما.
وقال الأعمش : كتب أنس بن مالك إلى عبد الملك بن مروان ، يعني لما آذاه الحجّاج : إنّي خدمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم تسع سنين ، والله لو أنّ النّصارى أدركوا رجلا خدم نبيّهم لأكرموه (١).
وقال جعفر بن سليمان : ثنا عليّ بن زيد قال : كنت بالقصر ، والحجّاج يعرض الناس ليالي ابن الأشعث ، فجاء أنس بن مالك ، فقال [الحجّاج] : يا خبيث جوّال في الفتن ، مرّة مع عليّ ، ومرّة مع ابن الزّبير ، ومرّة مع ابن الأشعث ، أما والّذي نفسي بيده لأستأصلنّك كما تستأصل الصّمغة ، ولأجرّدنّك كما يجرّد الضّبّ. قال : يقول أنس : من يعني الأمير؟ قال : إيّاك أعني ، أصمّ الله سمعك ، فاسترجع أنس ، وشغل الحجّاج ، وخرج أنس ، فتبعناه إلى الرّحبة ، فقال : لو لا أنّي ذكرت ولدي وخشيته (٢) عليهم بعدي لكلّمته بكلام لا يستحييني بعده أبدا (٣).
وقال عبد الله بن سالم الأشعريّ ، عن أزهر بن عبد الله قال : كنت في الخيل الذين بيّتوا أنس بن مالك ، وكان فيمن يؤلّب على الحجّاج ، وكان مع عبد الرحمن بن الأشعث ، فأتوا به الحجّاج ، فوسم في يده : «عتيق الحجّاج» (٤).
وقال الأعمش : كتب أنس إلى عبد الملك : خدمت رسول الله صلىاللهعليهوسلم تسع
__________________
= والصحيح في تاريخه ـ ص ٢٥٩ وهو باختصار : «ثم كتب (ابن الزبير) إلى أنس بن مالك يصلّي بالناس».
(١) تاريخ دمشق ٣ / ٨٧ أ ، وتهذيبه ٣ / ١٥١.
(٢) في سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠٢ «خشيت» ، والمثبت يتفق مع تاريخ دمشق ، وفيه «خشيته بعدي» ، وقد تحرّفت في معجم الطبراني من أغلاط الطباعة.
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ / ٢٤٧ رقم (٧٠٤) وفيه «لا يستجيبني» وهو تحريف. وهو في تاريخ دمشق ٣ / ٨٧ أ ، وتهذيبه ٣ / ١٥١ ، ومجمع الزوائد ٧ / ٢٧٤ ، وعلي بن زيد ضعيف.
(٤) تاريخ دمشق ٣ / ٨٧ ب ، تهذيبه ٣ / ١٥١