استخلف بعهد من أبيه بعده.
قال العتبي عن أبيه : كان دميما ، إذا مشى تبختر في مشيته (١) ، وكان أبواه يترفانه ، فشبّ بلا أدب ، وكان سائل الأنف (٢).
وقال سعيد بن عفير : كان الوليد طويلا أسمر ، به أثر جدريّ ، وبمقدّم لحيته شمط ليس في رأسه ولا لحيته غيره ، أفطس (٣).
وروى ابن يحيى الغسّاني أنّ روح بن زنباع قال : دخلت يوما على عبد الملك وهو مهموم ، فقال : فكّرت فيمن أولّيه أمر العرب فلم أجده ، فقلت : أين أنت عن الوليد؟ قال : إنّه لا يحسن النّحو. قال : فقال لي : رح إليّ العشيّة فإنّي سأظهر كآبة ، فسلني ، قال : فرحت إليه ، والوليد عنده ، فقلت له : لا يسوءك الله ما هذه الكآبة؟ قال : فكّرت فيمن أولّيه أمر العرب ، فلم أجده ، فقلت : وأين أنت عن ريحانة قريش وسيّدها الوليد! فقال لي : يا أبا زنباع إنه لا يلي العرب إلّا من تكلّم بكلامهم. قال : فسمعها الوليد ، فقام من ساعته ، وجمع أصحاب النّحو ، وجلس معهم في بيت وطيّن عليه ستّة أشهر ، ثم خرج وهو أجهل ممّا كان ، فقال عبد الملك : أما إنّه قد أعذر (٤).
وقد غزا الوليد أرض الروم في خلافة أبيه غير مرّة ، وحجّ بالنّاس سنة ثمان وسبعين.
وروى العتبيّ أنّ عبد الملك أوصى بنيه عند الموت بأمور ، ثم قال للوليد : لا ألفينّك إذا متّ تعصر عينيك وتحنّ حنين الأمة ، ولكن شمّر وائتزر
__________________
[(١٣٦ ،)] مآثر الإنافة للقلقشندي ١ / ١٣٢ ، نسب قريش ١٦٥ ، معجم بني أمية ١٨٩ ـ ١٩١ رقم ٣٩٠ ، الفخري لابن طباطبا ١١٥.
(١) فوات الوفيات ٤ / ٢٥٤.
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر (مخطوط الظاهرية) ١٧ / ٤٢٠ آ.
(٣) انظر تاريخ دمشق وفوات الوفيات ونهاية الأرب ٢١ / ٣٣٦
(٤) قارن بفوات الوفيات ٤ / ٢٥٤.