أبول فرأيت البول ينصبّ في شقّ ، فاتّبعته حتى كشفته ، فإذا غطاء على حفير ، فنزلت ، فإذا مال صبيب ، فأنخت رواحلي وأفرغت أعكامي ، ثم أوقرتها ذهبا وغطّيت الموضع ، فلما سرت غير يسير وجدت معي مخلاة فيها طعام ، فقلت : أنا أنزل الكسوة ففرّغتها ورجعت لأملأها فخفي عنّي الموضع ، وأتعبني الطّلب ، فرجعت إلى الجمال فلم أجدها ، ولم أجد الطعام ، فآليت على نفسي ألّا آكل شيئا إلا الخبز بالتراب ، فقال الوليد : كم لك من العيال؟ فذكر عيالا. قال : يجرى عليك من بيت المال ، ولا تستعمل في شيء ، فإنّ هذا هو المحروم. قال ابن جابر : فذكر لنا أنّ الإبل جاءت إلى بيت مال المسلمين فأناخت عنده ، فأخذها أمين الوليد فطرحها في بيت المال.
رواته ثقات ، قاله الكناني.
وقال المفضّل الغلابيّ : ثنا نمير بن عبد الله الصّنعاني ، عن أبيه قال : قال الوليد بن عبد الملك : لو لا أنّ الله ذكر آل لوط في القرآن ما ظننت أنّ أحدا يفعل هذا.
وقال ابن الأنباريّ : ثنا أبو عكرمة الضّبّي أنّ الوليد بن عبد الملك قرأ على المنبر : (يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ) (١) ، وتحت المنبر عمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك ، فقال سليمان : وددتها والله.
وعن أبي الزّناد قال : كان الوليد لحّانا كأنّي أسمعه على منبر النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : يا أهل المدينة.
قلت : وكان الوليد جبّارا ظالما ، لكنّه أقام الجهاد في أيامه ، وفتحت في خلافته فتوحات عظيمة كما ذكرنا.
قال حمّاد بن زيد : حدّثني خالد بن نافع ، حدّثني ابن عيينة ، عن المهلّب بن أبي صفرة ، عن يزيد بن المهلّب قال : لما ولّاني سليمان بن
__________________
(١) سورة الحاقّة ، الآية ٢٧.