بها قرار الأرض وسكونها اجراء لحكم الظّاهر على المظهر ، هذا بحسب التّنزيل ، وامّا بحسب التّأويل فالعقول الكلّيّة المعبّر عنها بالقيام لا ينظرون وبالمقرّبين بوجه جبال الأرض ، والعقول العرضيّة المعبّر عنها بالصّافّات صفّا جبال الأرض ، والنّفوس الكلّيّة المعبّر عنها بالمدبّرات امرا والنّفوس الجزئيّة المعبّر عنها بالرّكّع والسّجّد والأقدار المثاليّة المعبّر عنها بذوي الاجنحة كلّها جبال الأرض ، وخلفاء الله في الأرض أعظم جبال الأرض ، هذا في الكبير وكلّ ما في الكبير فهو بعينه جار في العالم الصّغير (وَأَنْهاراً) بواسطة الرّواسى (وَسُبُلاً) في الأرض (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) بالسّبل الى مقاصدكم من الاسفار البعيدة والامتعة الّتى في غير أمكنتكم أو لعلّكم تهتدون الى المقصد الحقيقىّ من التّوجّه الى الله والسّير على سبيله الّذى جعل لكم من الأنبياء والأولياء (ع) (وَعَلاماتٍ) ممّا يستدلّ السّيّارة على استقامة سيرهم الى مقاصدهم (وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) بجنس النّجم في اللّيل كما هو شأن السّيّارة أو بالنّجم الخاصّ الّذى هو الجدي كما في الخبر وباطنه رسول الله (ص) والائمّة (ع) وأصحابهم وخلفاؤهم كما أشير اليه في الاخبار (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) من الأصنام والكواكب وغيرها (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) حتّى لا تجعلوا المخلوق مشاركا للخالق (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ) فلا يؤاخذكم بالتّقصير في القيام بشكرها (رَحِيمٌ) فلا يقطعها عنكم بتقصير كم بل يزيدها يوما فيوما (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ) من الأعمال والأحوال والنّيّات والخيالات والخطرات والأخلاق والعقائد والأقوال والمكمونات الّتى لم تظهر بعد على أنفسكم (وَما تُعْلِنُونَ) ممّا ذكر ، والإعلان في كلّ بحسبه (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) كالملائكة والكواكب والأصنام والشّياطين والرّؤساء في الضّلالة (لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً) فلا يستحقّون الدّعوة (وَهُمْ يُخْلَقُونَ) فلا يمتازون عنكم حتّى تختاروهم بالدّعوة (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ) فهم أدون منكم فأنتم اولى بان يدعوكم الّذين تدعون من دون الله (وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) لا شعور لهم ببعثتهم فكيف بوقت بعث غيرهم والمجازاة والشّفاعة لهم (إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) كالنّتيجة وقد مضى مثله وانّ المقصود انّ الّذى هو إلهكم اله ومستحقّ للعبادة وواحد لا متعدّد بخلاف ما جعلوه إلها (فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ) لا يعرفون الإله ولا امر الآخرة (وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) فانّ الاستكبار هو الخروج عن حكم الله وحكم خلفائه وهم خارجون لعدم اعتقادهم بالله وبخلفائه (لا جَرَمَ) مصدر من الجرم بمعنى كسب الّذنب ومعنى لا جرم لا ذنب في الأصل لكنّه يستعمل بمعنى حقّا وأصل المعنى لا جرم اى لا ذنب في كذا يعنى في اعتقاد كذا لكونه متحقّقا ثابتا (أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) تعليل للمقصود من التّهديد على أفعالهم بالمؤاخذة وفي الخبر لا يؤمنون بالآخرة يعنى الرّجعة قلوبهم منكرة يعنى كافرة وهم مستكبرون يعنى عن ولاية علىّ (ع) انّه لا يحبّ المستكبرين يعنى عن ولاية علىّ (ع) (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) قالوا ذلك اضلالا للنّاس وصدّا وكان غاية ذلك ان يحملوا أو زار ذلك القول والصّدّ وبعض أوزار من اضلّوهم وبغير علم ظرف مستقرّ حال من مفعول يضلّونهم أو فاعله