وقال الطّبرانيّ : ثنا موسى بن هارون : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : لمّا خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرّزّاق انقطعت به النّفقة ، فأكرى نفسه من جمّالين إلى أن جاء صنعاء ، وعرض عليه أصحابه المواساة ، فلم يقبل.
قال الفقيه عليّ بن محمد بن عمر الرّازيّ : سمعت أبا عمر غلام ثعلب : سمعت أبا القاسم بن بشّار الأنماطيّ : سمعت المزنيّ : سمعت الشّافعيّ يقول : رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات : رأيت فيها نبطيّا يتنحّى (١) عليّ حتّى كأنّه عربيّ. ورأيت أعرابيّا يلحن حتّى كأنه نبطيّ ، ورأيت شابّا وخطه الشّيب ، فإذا قال : حدّثنا. قال النّاس كلّهم : صدق.
قال المزنيّ : فسألته ، فقال : الأول الزّعفرانيّ ، والثّاني أبو ثور الكلبيّ وكان لحّانا ، وأمّا الشّابّ فأحمد بن حنبل.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : رأيت أبي حرّج على النّمل أن يخرج النّمل من داره. ثمّ رأيت النّمل قد خرجن بعد ذلك نملا سودا ، فلم أرهم بعد ذلك.
رواها أحمد بن محمد اللّبنانيّ ، عنه.
قال أبو الفرج بن الجوزيّ : لمّا وقع الغرق سنة أربع وخمسين وخمسمائة ، غرقت كتبي ، وسلم لي مجلّد ، فيه ورقتان بخطّ الإمام أحمد.
ومن نهي أبي عبد الله عن الكلام ، قال المرّوذيّ : أخبرت قبل موت أبي عبد الله بسنتين أنّ رجلا كتب كتابا إلى أبي عبد الله يشاوره في أن يضع كتابا يشرح فيه الرّدّ على أهل البدع ، فكتب إليه أبو عبد الله.
قال الخلّال : وأخبرني عليّ بن عيسى أنّ حنبلا حدّثهم قال : كتب رجل إلى أبي عبد الله.
قال : وأخبرني محمد بن عليّ الورّاق ثنا صالح بن أحمد قال : كتب رجل إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم ، فأملى عليّ أبي جواب
__________________
(١) أي يتحدّث بالنّحو.