[قول] راعنا غنموا الفرصة وخاطبوا الرسول بها وعنوا كلمتهم المسبّة فنهي المسلمون عنها وأمروا بما في معناها وهو أنظرنا أي انتظرنا «وقال الشاعر» وهو حسان بن ثابت :
وجوه يوم بدر ناظرات |
|
إلى الرّحمن يأتي بالخلاص» |
أي منتظرة ونحو ذلك كثير.
«و» أمّا «الخبر» الذي احتجوا به فهو مع كونه مصادما لأدلة العقل «مقدوح فيه» أي قد قدح فيه علماء الحديث وذكروا أنه مكذوب على النبيء صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك أنه روي عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي ، قال السيد مانكديم عليهالسلام : وقيل هذا مطعون فيه من وجهين :
أحدهما : أنه كان يرى رأي الخوارج ، ويروى أنه قال : منذ سمعت عليّا على منبر الكوفة يقول : (انفروا إلى بقية الأحزاب) يعني أهل النهروان دخل بغضه في قلبي ، ومن دخل بغض أمير المؤمنين في قلبه فأقل أحواله أن لا يعتمد على قوله.
والثاني : قيل : إنه خولط في عقله آخر عمره والكتبة يكتبون عنه على عادتهم ولأنه كان متوليا لبني أميّة ومعينا لهم على أمرهم. «وإن صح» على سبيل الفرض والتقدير «فمعناه : ستعلمون ربكم» لأنّ الرؤية تستعمل بمعنى العلم كثيرا «كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) (١) وقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ) (٢) أي ألم تعلم و» كذلك «قول الشاعر :
رأيت الله إذ سمى نزارا |
|
وأسكنهم بمكة قاطنينا |
أي علمته».
ويقول القائل : رأيت عقل زيد صحيحا ونظرت إلى عقله.
فإن قالوا : هو على حذف مضاف. قلنا : وكذلك في الخبر وأيضا : يجب
__________________
(١) الفرقان (٤٥).
(٢) البقرة (٢٤٦).