ردّ المتشابه إلى المحكم ، والمتشابه ما تقدم من الآية والخبر ، والمحكم ما سيأتي من الآيتين قريبا إن شاء الله تعالى.
«و» أيضا «لنا» حجة من السمع «قوله تعالى : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (١) ولم يفصل» بين الدنيا والآخرة في ذلك «وقوله تعالى (لَنْ تَرانِي) في جواب قول موسى (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) (٢).
قال صاحب الكشاف : إن بعض سفهاء بني إسرائيل طلبوا من موسى أن يريهم الله بدليل ما حكاه الله سبحانه عنهم من قولهم (أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً) (٣) فأنكر عليهم موسى صلوات الله عليه وألزمهم الحجة ونبّههم على الحق فتمادوا وضلوا وقالوا : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) (٤) فأراد موسى صلوات الله عليه أن يسمعوا النص من الله سبحانه باستحالة ذلك فقال الله سبحانه : (لَنْ تَرانِي) وخرّ موسى صلوات الله عليه مغشيّا عليه من تلك المقالة العظيمة ... إلى آخر كلامه.
وللقاسم والهادي عليهماالسلام في تفسيرها خلاف ذلك وقد ذكرناه في الشرح.
(فرع)
(٥) «والله تعالى لم يلد ولم يولد» كما حكى الله سبحانه وتعالى في سورة الصمد حين سألت اليهود النبيء صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الله ، فأنزل الله عليه سورة الصمد.
وقال «بعض اليهود» قال في الكشاف» وهم ناس من اليهود ممّن كان بالمدينة.
وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سلام بن مشكم ونعمان بن أوفى وشاس بن قيس ومالك بن
__________________
(١) الأنعام (١٠٣).
(٢) الأعراف (١٤٣).
(٣) النساء (١٥٣).
(٤) البقرة (٥٥).