اختيار المكلف في إتيانه بذلك) الكفر (وإن كان لا يوجد إلا معلومه) أي : ما هو معلوم له تعالى (فكذا التكليف بما تعلقت الإرادة بخلافه إذا كانت) الإرادة (لا أثر لها في الإيجاد كالعلم) أي : كما أن العلم لا أثر له في الإيجاد (وهذا) أي : انتفاء تأثير الإرادة في الإيجاد (لأن الإرادة صفة شأنها تخصيص وجود المقدور دون غيره) من المقدورات (بخصوص وقت وجوده دون غيره) من الأوقات السابقة واللاحقة ، (ليس غير) أي : ليس شأنها غير ذلك التخصيص (ولا يدخل هذا المفهوم) بالنصب مفعول مقدم ، فاعله قوله : (تأثير) أي : لا يدخل مفهوم الإرادة تأثير (في الإيجاد بل) تأثير الإرادة (في مجرد التخصيص لما علم وقوعه) فالجار والمجرور متعلق ب «التخصيص» وفيه إشارة إلى أن تعلق الإرادة تابع لتعلق العلم (فالتأثير) في الإيجاد (خاصية) صفة (القدرة) دون العلم والإرادة وغيرهما من الصفات (إلا أنها) أي : القدرة (إنما تؤثر على وفق الإرادة ، أعني : في الوقت الذي تعلقت الإرادة بأنه) أي : المقدور (إذا وجد عن مؤثره) أي : المؤثر في وجوده وهو صفة القدرة (كان) وجوده (فيه) أي : في ذلك الوقت دون ما قبله وما بعده ، (والعلم) الإلهي (متعلق بهذه الجملة).
وقوله : (أنها) بفتح الهمزة بدل من «هذه الجملة» أي : متعلق بأنها (ستكون) أي : توجد (كذلك) أي : بأن يوجد المقدور متعلقا للإرادة على وجه تخصيصه دون غيره بالوجود في ذلك الوقت دون ما قبله وما بعده ، ومتعلقا للقدرة على وجه التأثير في وجوده وفق تعلق الإرادة (ثم يوجد ما يوجد باختيار المكلف على طبق) تعلق (ذلك العلم و) تعلق تلك (الإرادة ، متأثرا) في وجوده (عن قدرة الله تعالى على ما قدمناه) في الأصل السابق (من أن للمكلف اختيارا) يناط به الثواب والعقاب على ما عليه أهل السنة (أو) أن للمكلف (عزما) يستقل بإيجاده على ما اختاره المصنف ـ فيما مر ـ موصوفا ذلك العزم بأنه (يصمم) أي : لا يبقى معه تردد ، وبأنه (يوجد الله سبحانه عنده تحت قدرته) أي : قدرة المكلف (الحادثة ما له صمم عليه واختياره كما مر) في الأصل السابق (لا جبرا) للمكلف (عليه) أي : على ما صمم عليه واختاره ، فجملة قوله : «يصمم» في محل نصب نعتا لقوله : «عزما» ، وجملة قوله : «يوجد» نعت ثان له ، (وبسبب أن تعلق الإرادة) الإلهية (على حسب تعلق العلم) الإلهي (لزم أن ما لم يشأ) الله (لم يكن) أي : أن ما لم تتعلق الإرادة بوجوده لا يوجد ، فالجار والمجرور أعني قوله : «بسبب» متعلق بقوله : «لزم» (وذلك) اللزوم (أنه) أي : لأنه (إذا كان العلم متعلقا بأن كذا لا يكون