على مرحلة من مكة (وكانوا ألفا وأربعمائة ،) وفي رواية ألفا وخمسمائة ، واقتصر المصنف على الأولى لأن عددها محقق باتفاق الروايتين. (وأكل الجم الغفير) أي : العدد الكثير جدا (كما في حديث أبي طلحة ، وكانوا ألفا ، من أقراص يأكلها إنسان واحد).
والظاهر أن المصنف ركب ما ذكره من واقعتين سهوا ؛ واقعة أبي طلحة ، وواقعة جابر في إطعام أهل الخندق ، فإن الذي في الصحيحين أن القوم في واقعة أبي طلحة كانوا سبعين أو ثمانين رجلا (١) ، وفي واقعة جابر كانوا ألفا (٢) ، وكان جابر قد أمر بصاع شعير عنده فطحن ، وذبح بهيمة (٣) ، أي : شاة صغيرة فطبخها ، ثم أخبر النبي صلىاللهعليهوسلم بذلك وقال : تعال أنت ونفر معك ، فدعا النبي صلىاللهعليهوسلم أهل الخندق كلهم وأمر أن لا يخبز العجين ولا تنزل البرمة ((٤) وأنه صلىاللهعليهوسلم (٥)) حضر وبصق في العجين والبرمة وبارك ، ثم أمر امرأة جابر أن تدعو خابزة تخبز (٦) معها ، وأن تقدح ، أي : تغرف الطعام بحضرته ، قال جابر كما في الصحيحين : وهم ألف ، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوا وانحرفوا ، وإن برمتنا لتغط ، أي : تفور كما هي ، وإن عجيننا ليخبز كما هو (٧). وفي رواية للبخاري : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لامرأة جابر «كلي هذا» يعني : البقية ، «وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة» (٨)
(وإخبار الشاة المشوية) له صلىاللهعليهوسلم (بأنها مسمومة (٩) ، و) قد (صح في
__________________
(١) صحيح البخاري ، كتاب المناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام ، رقم ٣٣٨٥ ، وعند مسلم في الأشربة ، برقم ٢٠٤٠.
(٢) صحيح البخاري ، كتاب المغازي ، باب غزوة الخندق ، رقم ٣٨٧٦ ، وعند مسلم في الأشربة ، برقم ٢٠٣٩.
(٣) في (م) : بهمة.
(٤) ليست في (ط).
(٥) ليست في (ط).
(٦) ليست في (م).
(٧) تقدم تخريج الحديث.
(٨) أخرجه البخاري في كتاب المغازي ، باب غزوة الخندق ، رقم ٣٨٧٦ ، وأخرجه مسلم في الأشربة رقم ٢٠٣٩.
(٩) أخرجه البخاري عن أبي هريرة في حديث طويل : «لما فتحت خيبر أهديت للنبي صلىاللهعليهوسلم شاة فيها سم ...» ثم قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟» قالوا : نعم يا أبا القاسم ، فقال : «هل جعلتم في هذه الشاة سما؟» قالوا : نعم ، قال : «ما حملكم على ذلك؟» قالوا : أردنا إن كنت كاذبا نستريح ، وإن كنت نبيا لم يضرك». صحيح البخاري ، كتاب الجزية ، باب إذا غدر المشركون بالمسلمين ، رقم ٢٩٩٨.