وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب» (١) وفي «الشفاء» عن أبي رمثة ـ وهو بكسر الراء وسكون الميم وفتح الثاء المثلثة ـ التيمي رضي الله عنه قال : «أتيت النبي صلىاللهعليهوسلم ومعي ابن لي فأريته ((٢) فلمّا رأيته (٢)) ، قلت : هذا نبي الله حقا» (٣) ، قال المصنف ناظما لهذا المعنى : (و) قد (قلت في قصيدة أمتدحه بها :
(إذا لحظت لحاظك منه وجها |
|
ونازلت الهوى) أي : المحبة (بعض النزال) |
أي : كنت أهلا لمحبته غير محجوب بحجبان الحرمان.
(شهدت الصدق والإخلاص طرا |
|
أي : جملة (ومجموع الفضائل في مثال) |
أي : في ذات مشخصة هي ذاته الشريفة.
قال : (وفي) قصيدة (أخرى قلت أيضا :) أي : ناظما لهذا المعنى وللذي قبله وهو الفراغ من حظوظ النفس :
(إذا لحظت لحاظك منه وجها |
|
شهدت الحق يسطع منه فجرا) |
وفاعل «يسطع» ضمير يعود إلى الحق ، و «فجرا» حال منه ، لأنه مؤول بالمشتق أي : يسطع منه منيرا.
(خليا عن حظوظ النفس ما إن |
|
أرقت منه يوما قط ظفرا) |
يعني أن هوى النفس وحظوظها التي من شأنها أن تسترق من اتصف بشيء منها لم تصل إلى الاستيلاء على قدر قلامة ظفر من جنابه الشريف صلىاللهعليهوسلم.
(وتفاصيل شيمة الكريمة تستدعي مجلدات) تؤلف فيها ولا تستوفيها ، (هذا) الذي اتصف به من كريم الشيم وعظيم الأخلاق (كله مع العلم بأنه إنما نشأ بين قوم لا يعلمون علما ولا أدبا ؛ يرون الفخر) رأيا يذهبون إليه (ويتهالكون عليه) وهو أن يفتخر بعضهم على بعض يذكر ما فيه تعظيم لنفسه ولقومه ، واحتقار لمن يفاخره. و «التهالك على الشيء» : الازدحام على أخذه ، بحيث يهلك بعض القوم بعضا بسببه ، (و) يرون (الإعجاب) أي : الخيلاء والكبر رأيا ، (ويتغالون فيه) أي : يبالغون بحيث يقصد كل منهم غلبة صاحبه فيه ، وأصل «المغالاة» : من غلوة
__________________
(١) أخرجه الترمذي في كتاب الزهد ، برقم ٤٤٧٥ ، وأخرجه ابن ماجه في الصلاة برقم ١٣٣١ ، وفي الأطعمة برقم ٣٢٥١.
(٢) سقط من (ط).
(٣) سقط من (ط).
(٤) الشفاء ، ١ / ٣٤٣.