خاصة ، فلذلك كان أولى من تقدير : أبتدئ.
و «الله» : علم للذات الواجب الوجود المستوجب لصفات الكمال (١).
ومحلّ الكلام على كلمة الجلالة باعتبار الارتجال والاشتقاق ، ومم هو ، وعلى اشتقاق الاسم ومباحثه شروح الأسماء (٢) الحسنى ومطولات كتب التفسير والكلام.
و «الرّحمن الرّحيم» : اسمان عربيان بنيا للمبالغة من الرحمة ، وأصل معنى الرحمة رقة في القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان على من رقّ له ، وهذا في حق الله تعالى محال.
ورحمته للعباد إما إرادة الإنعام عليهم ودفع الضر عنهم ، فيكون من الصفات المعنوية ، وإما نفس الإنعام والدفع فيكون من صفات الأفعال.
و «حمد الله تعالى» : هو الثناء عليه بصفاته وأفعاله.
وأما تعريف مطلق الحمد بأنه : الوصف بالجميل الاختياري ، أو بأنه الثناء باللسان على الجميل الاختياري فإنه لا يتناول الثناء على الله تعالى بصفات ذاته ، لتعاليه عن وصفها بالصدور عن اختيار ، فإنه معنى الحدوث.
وما ذكر في الجواب عن ذلك في بعض حواشي «الكشاف» تعسف ظاهر (٣).
واللام في «الحمد» يصح كونها للجنس وعليه صاحب «الكشاف» ، وكونها للاستغراق ، وإليه ذهب الجمهور.
واللام في «الله» يصح كونها للاختصاص وكونها للاستحقاق ، فالتقادير أربعة ؛ وعلى كل منها فالعبارة دالة على اختصاصه تعالى بجميع المحامد ، أما على الاستغراق فبالمطابقة ، وهو ظاهر ، إذ المعنى : كل حمد مختص به تعالى أو مستحق له ، وأما على الجنس فبالالتزام ؛ لأن المعنى : إن جنس المحامد مختص به تعالى أو مستحق له ، ويلزمه أن لا يثبت فرد منها لغيره ، إذ لو ثبت فرد منها
__________________
(١) وصفات الكمال تتمثل أساسا في الجمع بين التنزيه ونفي التعطيل. التنزيه من مشابهة المخلوقات التي تتميز بالنقص والدون ، ونفي تعطيل الصفات الوارد إثباتها في القرآن والسنة على خلاف المعتزلة والجهمية.
(٢) في (م) : أسماء الله.
(٣) انظر : حاشية الجرجانى على الكشاف ، ١ / ٤٦ ، حيث ذكر الجرجاني أن الحمد إذا خص بالأفعال الاختيارية يلزم ألّا يحمد الله تعالى على صفاته الذاتية ، كالعلم والقدرة ، سواء جعلت عين ذاته أو زائدة عليها ، بل على إنعاماته الصادرة عنه باختياره.