أرواح الشهداء في حواصل طير خضر ، تعلق من ثمر الجنة أو شجر الجنة» (١) ، و «تعلق» بضم اللام معناه تتناول بفمها.
والوارد في أرواح الكفار لم يحضرني حين هذه الكتابة تخريجه (٢) ، وأقرب ما وجدت إلى لفظه ما أخرجه ابن منده عن أم كبشة بنت المعرور قالت : دخل علينا النبي صلىاللهعليهوسلم فسألناه عن هذه الأرواح فقال : «إن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر ترعى في الجنة وتأكل من ثمرها وتشرب من مياهها ، وتأوى إلى قناديل من ذهب تحت العرش ، يقولون : ربنا ألحق بنا إخواننا ، وآتنا ما وعدتنا ، وإن أرواح الكفار في حواصل طير سود تأكل من النار وتشرب من النار وتأوي إلى جحر في النار ، يقولون : ربنا لا تلحق بنا إخواننا ولا تأتنا ما وعدتنا» (٣).
وروى البيهقي وابن أبي شيبة من طريق ابن عباس رضي الله عنهما عن كعب موقوفا عليه قال : «جنة المأوى فيها طير خضر ترتع فيها أرواح الشهداء ، تسرح في الجنة ، وأرواح آل فرعون في طير سود تغدو على النار وتروح ، وأرواح أطفال المسلمين في عصافير في الجنة» (٤).
وأخرج هناد بن السري (٥) في «الزهد» عن هذيل ـ هو ابن شرحبيل ـ قال : «إن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود تروح وتغدو على النار ، فذلك عرضها ((٦) المذكور في قوله تعالى : (وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا (٤٦)) (٦)) (سورة غافر : ٤٥ ـ ٤٦) ... الحديث (٧).
__________________
(١) الحديث أخرجه الترمذي في كتاب فضائل الجهاد ، باب ما جاء في ثواب الشهداء ، رقم ١٦٤٥.
(٢) في (م) : «ويقوم مقام هذه الأحاديث في مقصود هذا الاستدلال وهو وصف الروح في الأحاديث الصحيحة بأن الملك يعرج بها عند قبضها ، وما في مسند أحمد بإسناد رجاله رجال الصحيح عن البراء يرفعه من أنّ روح الكافر ينتهى بها إلى السماء فلا يفتح لها وإن روحه تطرح طرحا». وسيأتي هذا النص بعد فقرات في (ط) ، ومكانه هناك أولى.
(٣) ذكر الحديث ابن القيم في كتب الروح ، ص ١٣٧ ، وابن رجب في أهوال القبور ، ص ٢٣٨ ، مع نسبته لابن منده.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ٣ / ١٦٥ في المصنف ، والبيهقي في البعث والنشور ، برقم ٢٠٦.
(٥) هناد بن السّري : هو أبو السّري ، زين العابدين ، هناد بن السّري بن مصعب بن أبي بكر بن بشر ابن صعفوق ، وينتهي نسبه إلى مناة بن تميم ، الوراق ، الدارمي التميمي الكوفي ، تلقى عن عبد الله بن المبارك المروزي ووكيع ويحيى بن معين وسفيان بن عيينة وغيرهم كثير ، له مصنفات كثيرة ، وأحاديث رواها ، توفي سنة ٢٤٣ ه. (سير أعلام النبلاء ، ١١ / ٤٦٩).
(٦) سقط من (م).
(٧) الزهد ، لابن السّري ، ١ / ٤٥٤.