تعالى إياه» ، قال أبو بشر الراوي (١) عن سعيد قلت لسعيد : فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد : النهر الذي في الجنة من الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه (٢) ، ومعنى قوله صلىاللهعليهوسلم : «عليه حوضي» أن النهر يمد الحوض ، وإن ماءه منه ، ففي رواية لمسلم في صفة الحوض : «إن ماءه أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة ، أحدهما من ذهب والآخر من ورق» (٣) ، يقال : غت الماء ـ بغين معجمة فمثناة فوقية ـ يغت بالضم : إذا جرى جريا متتابعا له صوت ، ويقال : إذا تدفق تدفقا متتابعا (٤).
__________________
(١) أبو بشر الراوي : جعفر بن إياس اليشكري ، ثقة ، أحاديثه ثابتة عن سعيد بن جبير ، وضعفه شعبة في حبيب بن سالم ومجاهد. توفي سنة ١٣٤ ه. (التاريخ الكبير ، للبخاري ، ٢ / ١٦٨)
(٢) أخرجه البخاري في الرقاق ، باب في الحو ، رقم ٦٢٠٧.
(٣) الحديث أخرجه مسلم في كتاب الفضائل باب إثبات حوض نبينا صلىاللهعليهوسلم وصفاته ، رقم ٢٣٠١.
(٤) انظر : لسان العرب ، ١٠ / ١٨.