اختصرها ، وأحببت) أنا أيضا (ذلك ، فشرعت على هذا القصد) يعني قصد الاختصار (فلم أستمر عليه إلا نحو ورقتين) من الأصل أو مما كتبته (وتعرّض للخاطر استحسان زيادات) على ما في الرسالة المشار إليها (أراني الذي يريني) أي : يخلق له الرؤية القلبية التي هي الرأي (أنّ ذكرها) أي : تلك الزيادات (مهمّ) لقاصد تحرير العقائد (وأنه تتميم لطالب الغرض.) كذا في النسخ ، ولعله «لغرض الطالب» ، وحصل فيه تقديم وتأخير ، أي : طالب تحرير العقائد أو طالب اختصار الرسالة.
(فلم يزل) هذا الاستحسان أو المستحسن (يزداد حتّى خرج) التأليف (عن القصد الأول) وهو قصد الاختصار المجرّد (فلم يبق إلا كتابا مستقلا) لكثرة زياداته ، (غير أنه يسايره) أي : يساير كتاب الإمام الغزالي المسمى «بالرسالة القدسية» (في تراجمه) لحسن ترتيبها وبديع أسلوبها (وزدت عليها) أي : على التراجم المشار إليها (خاتمة) بعدها (ومقدمة) في صدر الركن الأول ، (وربما أوردت حاصل تراجم عديدة في ترجمة واحدة) كما صنع في تراجم الركن الثاني اختصارا وتقريبا (وبالغت في توضيحه وتسهيله إذ لم أضعه إلا ليسهل) أي : ليكون سهلا (على الأوساط والمبتدءين) ليعمّ نفعه.
(وها هو ذا ، والله سبحانه) لا سواه (أسأل أن ينفعني به) في الآخرة (و) ينفع به (من قرأه في الآخرة) فإن النفع فيها هو المطلب الأعلى والمقصد الأهم (إنه تعالى المولى لكل جميل) المنعم به ، (وهو حسبي) أي : محسبيّ وكافيّ (و) هو (نعم الوكيل) سبحانه.
(وسمّيته : «كتاب المسايرة ، في العقائد المنجية في الآخرة») لأنه ساير تراجم كتاب (١) الإمام الغزالي بمعنى أنه ترجم بها ، وإن خالف ترتيبه في بعضها.
والمسايرة في الأصل : مفاعلة من السير ، وهو أن يسير الراكبان متحاذيين ، أطلق هنا مجازا على محاذاة كتابه لكتاب الإمام الغزالي في تراجمه.
(وينحصر) كتاب المسايرة (بعد المقدمة) أي : ينحصر ما عدا المقدمة منه (في أربعة أركان) معقودة للكلام في معرفة الذات والصفات والأفعال وصدق الرسول (وخاتمة) معقودة للكلام (في الإيمان والإسلام وما يتصل بهما) ووضعها
__________________
(١) ليست في (ط).