(و) أنه صلىاللهعليهوسلم قال : («لو أنفق أحدهم») كذا في نسخ المتن ، والذي في الصحيحين : «لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدا أنفق (مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه») وفي رواية لهما : «فإن أحدكم» بكاف الخطاب ، وفي رواية الترمذي : «لو أنفق أحدكم» (١) الحديث ، و «النصيف» : بفتح النون لغة في النصف.
وقال صلىاللهعليهوسلم : «خير القرون قرني ثم الذين يلونهم» أخرجه الشيخان (٢) ، وقال صلىاللهعليهوسلم : «الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه» (٣) أخرجه الترمذي ، ولنا على هذا الحديث كتابة مختصرة.
(وما جرى بين معاوية وعلي رضي الله عنهما) ((٤) من الحروب (٤)) بسبب طلب تسليم قتلة عثمان رضي الله عنه لمعاوية ومن معه ، لما بينهما من بنوة العمومة (كان مبنيا على الاجتهاد) من كل منهما ، (لا منازعة من معاوية) رضي الله عنه (في الإمامة ، إذ ظن علي) رضي الله عنه (أن تسليم قتلة عثمان) على الفور (مع كثرة عشائرهم واختلاطهم بالعسكر يؤدي إلى اضطراب أمر الإمامة) العظمى ، التي بها انتظام كلمة أهل الإسلام ، (خصوصا في بدايتها) قبل استحكام الأمر فيها ، (فرأى التأخير) أي : تأخير تسليمهم (أصوب ، إلى أن يتحقق التمكن) منه ، (ويلتقطهم) أولا فأولا ، (فإن بعضهم عزم على الخروج على علي وقتله لما نادى يوم الجمل بأن يخرج عنه قتلة عثمان على ما نقل في القصة من كلام الأشتر النخعي ، إن صح) ذلك. (والله أعلم) أصحيح هو أم لا (٥)؟
وقد كان الذين تمالوا على قتل عثمان رضي الله عنه وحصره جموعا ، جمع من أهل مصر ، قيل : إنهم ألف ، وقيل : سبعمائة ، وقيل : خمسمائة ، وجمع من
__________________
(١) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة ، باب «لو كنت متخذا خليلا» رقم ، ٣٤٧٠ ، وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة ، رقم ٢٥٤٠.
(٢) أخرجه البخاري في الشهادات ، باب لا يشهد على شهادة جور ، رقم ٢٥٠٨ ، ٢٥٠٩ ، وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة رقم ٢٥٣٣ و ٢٥٣٥.
(٣) أخرجه الترمذي في المناقب ، برقم ٣٨٧١ عن زياد بن عبد الله بن مغفل.
(٤) سقط من (م).
(٥) خروج البعض على علي بن أبي طالب ذكره الطبري في تاريخه ، ٥ / ١٩٤ ، وابن كثير في البداية والنهاية ، ٧ / ٢٣٨ ، وحدث هذا سنة ٣٦ ه في مكان يقال له «الخريبة».