صفة تقتضي صحة العلم لموصوفها ، وحياته تعالى (بلا روح حالة) فيه تعالى ، فلا تشبه حياة المخلوق.
(وعلمه) تعالى وهو : صفة بها امتياز الأشياء (بلا ارتسام) لصورها (في قلب ولا دماغ ،) لتعاليه سبحانه عن التأثر بارتسام الصور وعن القلب والدماغ ، وعلمه تعالى متعلق (بكل جزئي كان) أي : وجد في الخارج (أو هو كائن قبل كونه) أي : وجوده الخارجي (من حركة كل شعرة ونحوها) كالذرة والهباء (وسكونها) بيان ل «الجزئيات» التي هي من متعلق «العلم» عند أهل السنة (بعلم واحد) لأن كلّا من صفاته تعالى لا تكثر فيه ، وإنما التكثر (١) في التعلقات والمتعلقات ، (لم يتجدد له) سبحانه (علم بحسب تجدّد المعلومات) كعلوم المخلوقين.
(وقدرته) بالرفع عطفا على : «حياته» أيضا (على كل الممكنات).
(وإرادته) وقد سبق تعريفها (إرادة واحدة قائمة بذاته لكل الكائنات ، لم يتجدد له إرادة بتجدد المرادات ، فالطاعات بإرادته ومحبته ورضاه وأمره) وكل من المحبة والرضا وهما بمعنى أخص من الإرادة والمشيئة ، وهما بمعنى ، إذ كل من الرضا والمحبة هو الإرادة من غير اعتراض ، والأمر كلام نفسي (والمعاصي بإرادته تعالى ، لا بمحبته ورضاه وأمره) قال تعالى : (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) (سورة الزمر : ٧) ، (قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) (سورة الأعراف : ٢٨) ، (وَاللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) (سورة البقرة : ٢٠٥).
(والكل) أي : كل الكائنات من الطاعات والمعاصي وغيرهما (بقضائه وقدره) تعالى (بلا جبر) منه (و) لا (إلجاء في الأفعال التكليفية) و «القضاء» عند الأشعرية كما قدمناه عن «شرح المواقف» (٢) : هو إرادته الأزلية المتعلقة بالأشياء على ما هي عليه فيما لا يزال ، و «قدره تعالى» : إيجاده إياها على قدر مخصوص وتقدير معين ، في ذواتها وأفعالها ، أو كما مر في المتن عن التستري وقررناه من أن معنى قضائه تعالى علمه أزلا بالأشياء على ما هي عليه ، ومعنى قدره إيجاده إياها على ما يطابق العلم.
(وسمعه) بالرفع عطفا أيضا على «حياته» (بلا صماخ لكل خفي ، كوقع
__________________
(١) التكثر : من الكثرة وهي المجتمعة من الأمور المختلفة الحقائق ، داخلة في الوحدة وخارجة عن الحد ، وصفات الله تعالى منزهة عن ذلك.
(٢) شرح المواقف ، ٨ / ١٨٠.