على الترتيب لم تفض إلى نهاية) ودخول ما لا نهاية له من الحوادث في الوجود محال (وإلّا) أي : وإن لم يكن ما ذكرنا من عدم إفضائك إلى نهاية (لكان لها) أي : لتلك الحوادث (أوّل ، وهو خلاف المفروض ، فوجود الحاضر محال) على هذا التقدير ؛ لأنه لازم للمحال ، وهو وجود حوادث لا أول لها (لكنّه) أي : الحادث الحاضر (ثابت) ضرورة (فانتفى ملزومه وهو وجود حوادث لا أوّل لها فانتفى) أي : فلانتفاء وجود حوادث لا أول لها انتفى (ملزومه ، وهو كون ما لا يخلو عن الحوادث قديما) فثبت نقيضه ، كما أشار إليه بقوله : (فما لا يخلو عن الحوادث حادث).
(و) بعد ثبوت ذلك نقول في إثبات حدوث العالم : (هذا العالم لا يخلو عن الحوادث) وما لا يخلو عن الحوادث حادث ، (فهذا العالم حادث).
(وإذا ثبت حدوثه كان افتقاره إلى الموجد معلوما بالضّرورة) كما قدّمه في صدر الاستدلال (وذلك الموجد هو سبحانه المعنيّ) أي : المقصود (بالاسم الذي هو : الله) فكلمة الجلالة : اسم الذات الواجب الوجود ، المستجمع لجميع صفات الكمال ، الذي يستند إليه إيجاد كل موجود.
ولهم في مسمّى كلمة الجلالة عبارة أخرى وهي : «أنه اسم للحقيقة العظمى ، والعين القيومية المستلزمة لكل سبّوحية وقدّوسية ، في كلّ جلال وكمال ، استلزاما لا يقبل الانفكاك بوجه (١).
وما في الأركان الثلاثة الأولى من هذا الكتاب وأصله كالشرح لهذه العبارة.
__________________
(١) هذه عبارة الصوفية ، قارن مع فصوص الحكم ، الفص الأول ، لابن عربي.