يدي سيوف مسلولة وقسي موترة من شدة الملحمة» وهذا إخبار عما حل بعبدة الأوثان من رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه يوم بدر ويوم حنين وفي غيرهما من الوقائع.
(فصل الوجه الثاني والثلاثون) قوله في الإنجيل الذي بأيدي النصارى عن يوحنا «إن المسيح قال للحواريين من أبغضني فقد أبغض الرب ، ولو لا إني صنعت لهم صنائع لم يصنعها أحد لم يكن لهم ذنب ، ولكن من الآن بطروا فلا بد أن تتم الكلمة التي في الناموس لأنهم أبغضوني مجافا ، فلو قد جاء المنجمنا هذا الذي يرسله الله إليكم من عند الرب روح القسط فهو شهيد عليّ وأنتم أيضا لأنكم قديما كنتم معي ، هذا قولي لكم لكيلا تشكوا إذا جاء «والمنجمنا» بالسريانية ، وتفسيره بالرومية الفارقليط ، وهو بالعبرانية الحماد والمحمود والحمد كما تقدم.
(فصل الوجه الثالث والثلاثون) قوله في الإنجيل أيضا : «إن المسيح قال لليهود وتقولون : كنا في أيام آبائنا لم نساعدهم على قتل الأنبياء ، فأتموا كيل آبائكم يا ثعابين بني الأفاعي كيف لكم النجاة من عذاب النار» «وسأبعث إليكم أنبياء وعلماء تقتلون منهم وتصلبون وتجلدون ، وتطلبونهم من مدينة إلى أخرى ، لتتكامل عليكم دماء المؤمنين المهرقة على الأرض من دم هابيل الصالح إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه عند المذبح ، إنه سيأتي جميع ما وصفت على هذه الأمة ، يا أورشلم التي تقتل الأنبياء وترجم من بعث إليك ، قد أردت أن أجمع بنيك كجمع الدجاجة فراريخها تحت جناحها وكرهت أنت ذلك ، سأقفر عليكم بيتكم ، وأنا أقول لا تروني الآن حتى يأتي من يقولون له مبارك ، يأتي على اسم الله» فاخبرهم المسيح أنهم لا بد أن يستوفوا الصاع الذي قدر لهم ، وأنه سيقفر عليهم بيتهم أي يخليه منهم ، وأنه يذهب عنهم فلا يرونه حتى يأتي المبارك الذي يأتي على اسم الله. فهو الذي انتقم بعده لدماء المؤمنين ، وهذا نظير قوله في الموضع الآخر : إن خيرا لكم أن أذهب عنكم حتى يأتيكم الفارقليط فإنه لا يجيء ما لم أذهب» وقوله أيضا : «ابن البشر ذاهب ، والفارقليط من بعده» وفي موضع آخر «أنا أذهب وسيأتيك الفارقليط» ، والفارقليط والمبارك الذي جاء بعد المسيح هو محمد صلىاللهعليهوسلم كما تقدم تقريره.
(فصل الوجه الرابع والثلاثون) (قوله في إنجيل متى : «إنه لما حبس