العقل ويحل ما حرم الله ورسله ويحرم ما احله الله ورسله ومعلوم ان الكاذب على الله في دعوى الرسالة وهو شر خلق الله وافجرهم وأظلمهم واكذبهم ، ولا يشك من له أدنى عقل أن إطباق أكثر الامم على متابعة هذا النبي محمد صلىاللهعليهوسلم وخروجهم عن ديارهم وأموالهم ومعاداتهم آباءهم وأبناءهم وعشائرهم في متابعته وبذلهم نفوسهم بين يديه من أمحل المحال ، فتجويز اختيارهم الكفر بعد تبين الهدى على شرذمة قليلة حقيرة لها أغراض عديدة من هاتين الامتين أولى من تجويز ذلك على المسلمين الذين طبقوا مشارق الأرض ومغاربها ، وهم أعقل الامم وأكملها في جميع خصال الفضل.
واين عقول عباد العجل وعباد الصليب الذين أضحكوا سائر العقلاء على عقولهم ودلوهم على مبلغها بما قالوه في معبودهم من عقول المسلمين؟!! واذا جاز اتفاق أمة ـ فيها من قد ذكره هذا السائل ـ على أن رب العالمين وخالق السموات والأرضين نزل عن عرشه وكرسي عظمته ودخل في بطن امرأة في محل الحيض والطمث عدة شهور ثم خرج من فرجها طفلا يمص الثدي ويبكي ، ويكبر شيئا فشيئا ، ويأكل ويشرب ويبول ، ويصح ويمرض ، ويفرح ويحزن ، ويلذ ويألم ، ثم دبر حيلة على عدوه إبليس بأن مكن أعداءه اليهود من نفسه ، فأمسكوه وساقوه الى خشبتين يصلبونه عليهما ، وهم يجرونه الى الصلب ، والاوباش والاراذل قدامه وخلفه وعن يمينه وعن يساره ، وهو يستغيث ويبكي فقربوه من الخشبتين ، ثم توجوه بتاج من الشوك ، وأوجعوه صفعا ، ثم حملوه على الصليب وسمروا يديه ورجليه وجعلوه بين لصين ، وهو الذي اختار هذا كله لتتم له الحيلة على ابليس ليخلص آدم وسائر الأنبياء من سجنه ، ففداهم بنفسه حتى خلصوا من سجن ابليس ، واذا جاز اتفاق هذه الامة وفيهم الأحبار والرهبان والقسيسون والزهاد والعباد والفقهاء ومن ذكرتم على هذا القول في معبودهم وإلههم حتى قال قائل منهم وهو من اكابرهم عندهم : اليد الذي خلقت آدم هي التي باشرت المسامير ونالت الصلب ، فكيف لا يجوز عليهم الاتفاق على تكذيب من جاء بتكفيرهم وتضليلهم ، ونادى سرا وجهرا بكذبهم على الله شتمهم له أقبح شتم ، وكذبهم على المسيح ، وتبذيلهم دينه ، وعاداهم