النصارى على إقليم الحبشة) في زمن النبي صلىاللهعليهوسلم لما تبين له إنه رسول الله آمن به ودخل في دينه وآوى أصحابه ومنعهم من أعدائهم ، وقصته أشهر من أن تذكر ، ولما مات أعلم رسول الله صلىاللهعليهوسلم أصحابه بالساعة التي توفي فيها وبينهما مسيرة شهر ، ثم خرج بهم إلى المصلى وصلى عليه ، فروى الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي ، عن أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قالت : لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي ، أمنا على ديننا ، وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه ، فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا على أن يبعثوا إلى النجاشي هدايا مما يستظرف من متاع مكة ، وكان من أعجب ما يأتيه منها الأدم فجمعوا له أدما كثيرا ، ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية ، ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي وعمرو بن العاص ، وأمروهما أمرهم ، وقالوا لهما : ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم ، ثم قدموا إلى النجاشي هداياه ، ثم سلوه أن يسلمهم إليكم قبل أن يكلمهم. قالت فخرجا فقدما على النجاشي ونحن عنده بخير دار وعند خير جوار ، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي. ثم قالا لكل بطريق إنه قد صبا إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم ، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم ، فإذا كلمنا الملك فيهم فاشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم ، فإن قومهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم ، فقالوا نعم ، ثم إنهما قربا هدايا هم إلى النجاشي فقبلها منهم ، ثم كلماه فقالا له أيها الملك إنه قد صبا إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا إليك فيهم اشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم ، فهم أعلى بهم عينا ، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه. قالت : ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو ابن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم ، فقالت بطارقته حوله صدقوا أيها الملك ، قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم فاسلمهم إليهما ليردوهم إلى بلادهم وقومهم ، قالت فغضب النجاشي ، ثم قال : لا ها الله اذن لا