والالوان ، والخضوع له والتذلل والخرور سجودا على الاذقان ، لا يؤمن من يدين به بالله ولا ملائكته ولا كتبه ولا رسله ولا لقائه يوم يجزى المسيء بإساءته والمحسن بالاحسان. او دين الامة الغضبية الذين انسلخوا من رضوان الله كانسلاخ الحية من قشرها ، وباءوا بالغضب والخزي والهوان ، وفارقوا احكام التوراة ونبذوها وراء ظهورهم واشتروا بها القليل من الاثمان ، فترحل عنهم التوفيق وقارنهم الخذلان واستبدلوا بولاية الله وملائكته ورسله واوليائه ولاية الشيطان. أو دين اسس بنيانه على ان رب العالمين وجود مطلق في الاذهان ، لا حقيقة له في الاعيان ، ليس بداخل في العالم ولا خارج عنه ، ولا متصل به ولا منفصل عنه ، ولا محايث ولا مباين له ، لا يسمع ، ولا يرى ، ولا يعلم شيئا من الموجودات ولا يفعل ما يشاء ، لا حياة له ، ولا قدرة ، ولا إرادة ، ولا اختيار ، ولم يخلق السموات والأرض في ستة أيام بل لم تزل السموات والأرض معه وجودها مقارن لوجوده ، لم يحدثها بعد عدمها ولا له قدرة على إفنائها بعد وجودها ، ما أنزل على بشر كتابا ، ولا أرسل الى الناس رسولا ، فلا شرع يتبع ، ولا رسول يطاع ، ولا دار بعد هذه الدار ، ولا مبدأ للعالم ولا معاد ، ولا بعث ولا نشور ، ولا جنة ولا نار ، إن هي الا تسعة افلاك وعشرة عقول ، وأربعة أركان وأفلاك تدور ، ونجوم تسير ، وأرحام تدفع ، وأرض تبلغ و (ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) [الجاثية : ٢٤].
وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ولا ضد له ولا ندّ له ، ولا صاحبة له ولا ولد له ، ولا كفؤ له ، تعالى عن إفك المبطلين ، وخرص الكاذبين ، وتقدس عن شرك المشركين ، وأباطيل الملحدين. كذب العادلون به سواه وضلوا ضلالا بعيدا ، وخسروا خسرانا مبينا (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ. عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [المؤمنون : ٩١].
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفوته من خلقه وخيرته من بريته ، وأمينه على وحيه ، وسفيره بينه وبين عباده. ابتعثه بخير ملة وأحسن شرعة ، وأظهر دلالة وأوضح حجة ، وأبين برهان الى جميع العالمين إنسهم وجنهم عربهم وعجمهم