قائمة الکتاب
ما عوض به إبليس والنصارى وكل مستكبر عن حق
٧٨
إعدادات
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى
المؤلف :شمس الدّين محمّد بن أبي بكر بن أيّوب الزّرعي [ ابن القيّم ]
الموضوع :العقائد والكلام
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :232
تحمیل
له حفظه إلى أن يأتي الله بأمره ، وأوتي جوامع الكلم ، ونصر بالرعب في قلوب أعدائه وبينهما مسيرة شهر ، وجعلت صفوف أمته في الصلاة على مثال صفوف الملائكة في السماء ، وجعلت الأرض له ولأمته مسجدا وطهورا ، وأسري به إلى أن جاوز السموات السبع ورأى ما لم يره بشر قبله ، ورفع على سائر النبيين ، وجعل سيد ولد آدم ، وانتشرت دعوته في مشارق الأرض ومغاربها ، واتبعه على دينه اتباع أكثر من اتباع سائر النبيين من عهد نوح إلى المسيح ، فأمته ثلثا أهل الجنة ، وخصه بالوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة ، وبالمقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون ، وبالشفاعة العظمى التي يتأخر عنها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، وأعز الله به الحق وأهله عزا لم يعزه بأحد قبله ، وأذل به الباطل وحزبه ذلا لم يحصل بأحد قبله ، وآتاه من العلم والشجاعة والصبر والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة والعبادات القلبية والمعارف الإلهية ما لم يؤته نبي قبله ، وجعلت الحسنة منه ومن أمته بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وتجاوز له عن أمته الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ، وصلى عليه هو وجميع ملائكته عليهم صلوات الله وسلامه ، وأمر عباده المؤمنين كلهم أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما ، وقرن اسمه باسمه فإذا ذكر الله ذكر معه كما في الخطبة والتشهد والآذان ، فلا يصح لأحد آذان ولا خطبة ولا صلاة حتى يشهد أنه عبده ورسوله ، ولم يجعل لأحد معه أمرا يطاع لا ممن قبله ولا ممن هو كائن بعده إلى أن تطوى الدنيا ومن عليها ، وأغلق أبواب الجنة إلا عمن سلك خلفه واقتدى به ، وجعل لواء الحمد بيده فآدم وجميع الأنبياء تحت لوائه يوم القيامة ، وجعله أول من تنشق عنه الأرض ، وأول شافع وأول مشفع ، وأول من يقرع باب الجنة ، وأول من يدخلها فلا يدخلها أحد من الأولين والآخرين إلا بشفاعته ، وأعطي من اليقين والإيمان والصبر والثبات والقوة في أمر الله والعزيمة على تنفيذ أوامره والرضا عنه والشكر له والقنوع في مرضاته وطاعته ظاهرا وباطنا سرا وعلانية في نفسه وفي الخلق ما لم يعطه نبي قبله. ومن عرف أحوال العالم وسير الأنبياء وأممهم تبين له ان الأمر فوق ذلك ، فإذا كان يوم القيامة ظهر للخلائق من ذلك ما لا يعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أنه يكون أبدا قوله : «ولا يضعف ولا يغلب» هكذا كان حاله صلوات