قال ابن بشكوال : أنبا عنه جماعة من شيوخنا.
وقيل إنّه عاش ستّا وثمانين سنة (١)
ـ حرف العين ـ
٢٠٥ ـ عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن (٢).
الإمام أبو سعد بن القشيريّ.
كان أكبر أولاد الشيخ ، وكان كبير الشّأن في السّلوك والطّريقة ، ذكيّا أصوليا ، غزير العربية.
سمع : أبا بكر الحيريّ ، وأبا سعيد الصّيرفيّ ، وهذه الطّبقة.
ومولده سنة أربع عشرة وأربعمائة ، وقدم بغداد مع أبيه.
وسمع من : أبي الطّيب الطّبريّ ، وأبي محمد الجوهريّ.
قال السّمعانيّ : كان رضيع أبيه في الطريقة ، وفخر ذويه وأهله على الحقيقة.
ثمّ بالغ في تعظيمه في التّصوف ، والأصول ، والمناظرة ، والتّفسير.
قال : وكانت أوقاته ظاهرا مستغرقا في الطّهارة والاحتياط فيها ، ثمّ في الصّلوات والمبالغة في وصل التكبير ، وباطنا في مراقبة الحقّ ، ومشاهدة أحكام الغيب. لا يخلو وقته عن تنفس السعداء وتذكر البرحاء وترنّم بكلام منظوم أو منثور ، يشعر بتذكر وقت مضى ، وتأسف على محبوب مرّ وانقضى.
وكان أبوه يعاشره معاشرة الإخوة ، وينظر إلى أحواله بالحرمة.
روى عنه : ابن أخته عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ ، وابن أخيه هبة الرحمن ، وعبد الله بن الفراويّ ، وعائشة بنت أحمد الصّفار ، وجماعة.
وذكر عبد الغافر أن خاله أصابته علّة احتاج في معالجتها إلى الأدوية الحارّة ، فظهر به علة من الأمراض الحادة ، وامتدّت مدة مرضه ستّة أشهر ، إلى
__________________
(١) وقع في المطبوع من (الصلة) : توفي سنة سبع وأربعمائة.
(٢) انظر عن (عبد الله بن عبد الكريم) في : المنتخب من السياق ٢٨٣ رقم ٩٣٤ ، والعبر ٣ / ٢٨٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٦٢ ، ٥٦٣ رقم ٢٩١ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٢١ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٢٠٦ ، وشذرات الذهب ٣ / ٣٥٤.