ـ حرف العين ـ
٣٢٢ ـ عبد الله بن الحسين (١).
الإمام أبو الفضل ابن الجوهريّ المصريّ الواعظ.
من جلة مشايخ بلده ومن بيت العلم.
روى عن : أبي سعد الماليني.
أخذ عنه : أبو عبد الله الحميديّ ، وغيره.
وكان أبوه من كبار العلماء والصّلحاء.
أنشد أبو الفضل على كرسي وعظه :
أقبل جيش الهجر في موكب |
|
بين يديه علم يخفق |
وصار قلبي في صحار الهوى |
|
كأنما النّار له تحرق |
مات في سابع عشر شوّال منه السّنة (٢).
وروى عنه : عليّ بن المشرف الأنماطيّ ، وطائفة من مشيخة السّلفي.
واسم جده سعيد.
__________________
(١) انظر عن (عبد الله بن الحسين) في : أخبار مصر لابن ميسر ٢ / ٢٨ ، واتعاظ الحنفاء ٢ / ٣٢٥ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٩٥ رقم ٢٥٨ وفيه قال محققاه : لم نعثر له على مصادر ترجمة!
(٢) وقال ابن ميسر : كان يعظ بجامع عمر ، وحدّث عن جماعة من المصريين ، وله كلام كثير في الوعظ ، والزهد. وبيت بني الجوهري بيت دين وعلم ووعظ.
ولما كان الغلاء اجتمع إليه ذات يوم الناس وسألوه الحضور بجامع عمرو للذكر ، فقال : من يحضر عندي؟ ومن معي؟ فقيل له : لا بد من ذلك ، ففعل وتصدّى للوعظ على عادته. وكان من قوله : أبشروا ، هذه سنة ثلاث ، وأشار بيده وهي منغلقة كلها ، وستدخل سنة أربع ويفتح الله ، ورفع بنصره ، وبعدها سنة خمس ويفتح الله ، ورفع خنصره ، فكان كما قال :وأنشد مرة في مجلس وعظه :
ما يصنع الليل والنهار |
|
ويستر الثوب والجدار |
على كرام بني كرام |
|
تحيروا في القضاء وحاروا |
ومن كلامه : قد اختلّ أمر الدين والدنيا ، وضاق الوصول إليهما ، فمن طلب الآخرة لم يجد معينا عليها ، ومن طلب الدنيا ، وجد فاجرا سبقه إليها.
وأنشد المستنصر :
عساكر الشكر قد جاءت مهيئة |
|
وللملوك ارتياب في تأتيها |
بالباب قوم ذو ضعف ومسكنة |
|
يستصغرون لك الدنيا وما فيها |
(أخبار مصر ، اتعاظ الحنفاء).