١٦٤ ـ عليّ بن حميد بن عمّار (١).
أبو الحسن الأنصاريّ ، الأطرابلسيّ ، ثمّ المكّيّ ، النّحويّ ، المقرئ.
حدّث في هذا العام «بصحيح البخاريّ» ، عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذرّ الهرويّ سماعا ، وهو آخر من سمع منه.
روى عنه : محمد بن عبد الرحمن التّجيبيّ الأندلسيّ ، وعبد الرحمن بن أبي حرميّ فتّوح بن بنين المكّيّ العطّار ، وناصر بن عبد الله المصريّ العطّار
__________________
= نسبه بخط يده ، كان أحد الأعيان المشار إليهم بالزهد والعبادة والفضل والعفة والنزاهة ، وحسن الطريقة ، وصحّة العقيدة ، وسلامة الطويّة ، قطع أوقاته في العبادة ، ومواصلة الطاعة ، وطلب العلم ودرسه وكتابته والسعي في تحصيله حتى مكّن الله منزلته في قلوب الناس ، فأحبّه الخاص والعام ، ووقع له القبول في الأرض حتى كان يقصده الأماثل والأعيان لزيارته والتبرّك به ، وهو مع ذلك متواضع في طلب العلم وحضور مجالس الحديث والسماع من كل راو وصحبة طلب العلم والنسخ والتحصيل لا يفتر من ذلك ، وكان موصوفا بحسن الخلق ، والخلق وطيب الملقى وحسن العشرة وحلاوة الألفاظ والجود والمروءة ، وبذل ما بيده ، وتفقد المتحملين ، والإفضال على الناس ، وسمع الحديث الكثير ، وقرأ بنفسه وكتب بخطه ، واستكتب بخط غيره ، وحصّل الأصول الكثيرة حتى صار له من الكتب المصنّفة والمسانيد والأجزاء شيء كثير ، فوقفه بمسجده الّذي استجدّه بدار دينار الصغيرة ، وشاركه في الوقفية شريكه رفيقه صبيح النصري ، وأضاف إلى كتبه ما حصّله من كتب وما كتبه بخطه واستكتبه بخط غيره ، وكان على طريقة جميلة من حسن الصحبة وصحة النيّة وسلامة الطويّة حتى كأنهما روحان في جسد .. وبالغ في الطلب حتى طلب من أقرانه ، وعمّن هو دونه ، وحدّث باليسير لأنه مات شابا قبل أوان الرواية ..
قرأت في كتاب القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي بخطه قال : وممن مات في شوال في هذه السنة في هذا الطاعون ـ يعني سنة خمس وسبعين وخمسمائة ـ الشريف الزاهد وليّ الله أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الزيدي ، وكان عالما فاضلا ، حافظا عارفا له المجاهدات الكثيرة والمعرفة التامة ، والأحوال الحسنة والكرامات الظاهرة لو أتيت ما شاهدت له من الكرامات ، وما حدّثني به الثقات من ذلك لقام من ذلك كراريس ، ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة ، وكان رفيقي في السماع سنين كثيرة. (ذيل تاريخ بغداد).
(١) انظر عن (علي بن حميد) في : سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤١ (دون ترجمة) ، والعقد الثمين لقاضي مكة ٦ / ١٥٦ ، ١٥٧ ، وذيل التقييد ، له ٢ / ١٩١ رقم ١٤١٣ ـ. وقد تقدّم برقم (١٢).