واحد. ووقفت على جريدة العرض ، فكان عسكر سيف الدّين غازي في هذه الوقعة يزيدون على ستّة آلاف فارس ، والرّجّالة ، أقلّ من خمسمائة.
[فتوحات صلاح الدين]
قلت : سار صلاح الدّين إلى منبج فأخذها ، ثمّ سار إلى عزاز ، فنازل القلعة ثمانية وثلاثين يوما ، وورد عليه وهو محاصرها قوم من الفداويّة ، وجرح في فخذه ، وأخذوا وقتلوا. ثمّ افتتح عزاز (١).
[كتاب فاضليّ إلى الخليفة]
ومن كتاب فاضليّ عن صلاح الدين إلى الخليفة «يطالع أنّ الحلبيّين والموصليّين ، لمّا وضعوا السّلاح ، وخفضوا الجناح ، اقتصرنا بعد أن كانت البلاد في أيدينا على استخدام عسكر الحلبيّين في البيكارات (٢) إلى الكفر ، وعرضنا عليهم الأمانة فحملوها ، والأيمان فبذلوها. وسار رسولنا ، وحلّف صاحب الموصل يمينا ، جعل الله فيها حكما. وعاد رسوله ليسمع منّا اليمين ، فلمّا حضر وأحضر نسختها أومأ بيده ليخرجها ، فأخرج نسخة يمين كانت بين الموصليّين والحلبيّين على حربنا ، والتّساعد على حزبنا. وقد حلف بها كمشتكين الخادم بحلب ، وجماعة معه يمينا نقضت الأوّل ، فرددنا اليمين إلى يمين الرسول ، وقلنا : هذه يمين عن الأيمان خارجة ، وأردت عمرا وأراد الله خارجة. وانصرف الرسول. وعلمنا أنّ النّاقد بصير ، والمواقف الشّريفة
__________________
(١) النوادر السلطانية ٥٢ ، سنا البرق الشامي ١ / ٢٠٩ ـ ٢١٦ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٤٣٠ ، ٤٣١ ، زبدة الحلب ٣ / ٢٨ ـ ٣٠ ، مفرّج الكروب ٢ / ٤٥ ، الروضتين ج ١ ق ٢ / ٦٦٢ ، تاريخ مختصر الدول ٢١٦ ، تاريخ الزمان ١٩٢ ، المغرب في حلى المغرب ١٤٧ ، الأعلاق الخطيرة ج ٣ ق ١ / ١١٧ (٥٧٢ ه.) ، نهاية الأرب ٢٨ / ٣٨٠ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٨ ، العبر ٤ / ٢١٢ ، دول الإسلام ٣ / ٨٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٦ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٩٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٣ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٥٧ ، السلوك ج ١ ق ١ / ٦١ ، ٦٢ ، شفاء القلوب ٩٢ ، تاريخ ابن سباط ١ / ١٤٦ ، ١٤٧ ، شذرات الذهب ٤ / ٢٣٨ ـ.
(٢) البيكارات : جمع البيكار ، وهي كلمة فارسية بمعنى الحرب.