جماعة بين الفريقين. ثمّ آل الأمر إلى أن أصيح في النّاس : الغزاة إلى مكّة (١).
قال ابن الجوزيّ (٢) : فحدّثني بعض الحاجّ أنّ زرّاقا ضرب بالنّفط دارا فاشتعلت ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله ، وكانت تلك الدّار لأيتام ، ثمّ سوّى قارورة نفط ليضرب بها ، فجاء حجر فكسرها ، فعادت إليه وأحرقته. وبقي ثلاثة أيّام فتفسّخ الجسد ، ورأى بنفسه العجائب ، ثمّ مات.
قال (٣) : ثمّ ذلك الأمير الجديد قال : لا أجسر أن أقيم بعد الحاجّ بمكّة. فأمّروا غيره.
[وقعة تلّ السلطان]
وفيها كانت وقعة تلّ السّلطان ، وحديث ذلك أنّ عسكر الموصل نكثوا وحنثوا ووافوا تلّ السّلطان بنواحي حلب في جموع كثيرة ، وعلى الكلّ السّلطان سيف الدّين غازي بن مودود بن زنكي ، فالتقاهم السّلطان صلاح الدّين في جمع قليل ، فهزمهم وأسرهم ، ونهب ، وحقن دماءهم. ثمّ أحضر الأمراء الّذين أسرهم فأطلقهم ومنّ عليهم (٤).
قال ابن الأثير (٥) : لم يقتل من الفريقين ـ على كثرتهم ـ إلّا رجل
__________________
(١) المنتظم ١٠ / ٢٦٠ (١٨ / ٢٢٤).
(٢) في المنتظم ١٠ / ٢٦٠ (١٨ / ٢٢٤).
(٣) في المنتظم ١٠ / ٢٦٠ (١٨ / ٢٢٤).
(٤) النوادر السلطانية ٥١ ، ٥٢ ، سنا البرق الشامي ١ / ٢٠١ ، ٢٠٤ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٤٢٧ ـ ٤٢٩ ، زبدة الحلب ٣ / ٢٦ ، مفرّج الكروب ٢ / ٣٩ ، الروضتين ج ١ ق ٢ / ٦٤٩ ـ ٦٥٥ ، تاريخ الزمان ١٩٢ ، المغرب في حلى المغرب ١٤٦ ، ١٤٧ ، مرآة الزمان ٨ / ٣٣٣ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٣٧٨ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٨ ، العبر ٤ / ٢١٢ ، دول الإسلام ٢ / ٨٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٦ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٩٣ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٢٥٦ ، ٢٥٧ ، السلوك ج ١ ق ١ / ٦١ ، شفاء القلوب ٨٨ ـ ٩١ ، تاريخ ابن سباط ١ / ١٤٦ ، تاريخ الأزمنة للدويهي ١٧٦ ـ.
(٥) في الكامل ١١ / ٤٢٨ و ٤٢٩ ـ.