[عودة الرسليّة بالتقدمة إلى بغداد]
وفيها عاد شيخ الشّيوخ ، وبشير من الرّسليّة ، ومعهم رسول صلاح الدّين بتقدمة كان منها شمسيّة ، يعني جزءا ، وهي مصنوعة من ريش الطّواويس ، لم ير في حسنها ، وعليها اسم المستنصر بالله معدّ العبيديّ.
[وفاة نائب الوزارة وولاية ابن صدقة]
وتوفّي الخلّال أبو المظفّر بن البخاريّ نائب الوزارة ، فولّي مكانه حاجب باب النّوبيّ عزّ الدّين أبو الفتوح بن صدقة.
[ولاية الحجابة]
وولي الحجابة أحمد بن هبيرة.
[وفاة شيخ الشيوخ وبشير]
وعاد إلى الشّام شيخ الشّيوخ ، وبشير على الفور ، فمرضا ، وطلبا الرجعة إلى العراق ، فقال صلاح الدّين : أقيما. فلم يفعلا ، وسارا في الحرّ ، فماتا بالرحبة.
[منازلة صلاح الدين حلبا وتسلّمها]
ونازل السّلطان حلب ، وحاصرها أشدّ حصار ، ثمّ وقع الصّلح بين صاحبها عماد الدّين وبين السّلطان ، على أن يعوّضه عنها سنجار ، ونصيبين ، والرّقّة ، وسروج ، والخابور. وتسلّم حلب في ثاني عشر صفر. وفيه يقول القاضي محيي الدّين ابن القاضي زكيّ الدّين ابن المنتخب يمدحه بأبيات جاد منها قوله :
وفتحكم حلبا بالسّيف في صفر |
|
مبشّر بفتوح القدس في رجب (١) |
__________________
(١) الكامل في التاريخ ١١ / ٤٩٦ ـ ٥٠٢ ، النوادر السلطانية ٥٩ ، ٦٠ ، زبدة الحلب ٣ / ٦٣ ـ ٧٢ ، مفرّج الكروب ٢ / ١٤١ ـ ١٤٧ ، تاريخ مختصر الدول ٢١٩ ، تاريخ الزمان ٢٠٠ ،