وهناك وقع عليها أصحابنا ، وأخذت المراكب بأسرها ، وفرّ فرنجها) (١) ، فسلكوا في الجبال مهاوي المهالك ، ومواطن (٢) المعاطب ، وركب أصحابنا وراءهم خيل العرب ، يقتلون ويأسرون ، حتّى لم يتركوا مخبرا ، ولم يبقوا لهم أثرا (٣) ، (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً) (٤) ، فقيّد منهم إلى مصر مائة وسبعون أسيرا (٥).
[تسلّم صلاح الدين حلبا]
وفي المحرّم نزل صلاح الدّين على حلب ، ثمّ تسلّمها صلحا (٦).
[أخذ الغوري ملك الهند غزنة]
وفيها سار شهاب الدّين الغوريّ بعد ما ملك جبال الهند ، وعظم سلطانه إلى مدينة هاوور في جيش عظيم وبها السّلطان خسروشاه بن بهرام شاه السّبكتكينيّ الّذي كان صاحب غزنة من ثلاثين سنة ، فحاصره مدّة ، ثمّ نزل بالأمان فأكرمه ووفى له. فورد رسول السّلطان غياث الدّين إلى أخيه يأمره بإرسال خسروشاه إليه ، فقال له : أنا لي يمين في عنقك. فطيّب قلبه ومنّاه ، وأرسله هو وولده ، فلم يجتمع بهما غياث الدّين بل بعثهما إلى بعض القلاع ، فكان آخر العهد بهما. وهذا آخر ملوك بني سبكتكين. وكان ابتداء دولتهم من سنة ستّ وستّين وثلاثمائة ، فتبارك الله الّذي لا يزول ملكه (٧).
__________________
(١) ما بين القوسين لم يرد في البرق الشامي.
(٢) في البرق ٥ / ٧٤ «معاطن».
(٣) في شفاء القلوب ١٠٣ : «ولم يبق من العدوّ مخبرا ولا أثرا».
(٤) سورة الزمر ، الآية ٧٣ ـ.
(٥) البرق الشامي ٥ / ٧٣ ـ ٧٥ ، الروضتين ٢ / ٣٧ ، سنا البرق الشامي ٢ / ٥٤ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٤٩٠ ، ٤٩١ ، مفرّج الكروب ٢ / ١٢٧ ـ ١٣٢ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٣٩٧ ، ٣٩٨ ، مضمار الحقائق ١٤٤ و ١٤٦ ـ ١٥١ ، الدرّ المطلوب ٧١ ، ٧٢ ، دول الإسلام ٢ / ٩٠ ـ.
(٦) سيعاد هذا الخبر مفصّلا بعد قليل.
(٧) العسجد المسبوك ٢ / ١٨٨ ، ١٨٩ ، الدرّ المطلوب ٧١ ، دول الإسلام ٢ / ٩٠ ـ.