ليحارب قليج رسلان بن مسعود بن قليج رسلان. والموجب لذلك أنّ قليج زوّج بنته لمحمد بن قرا رسلان بن داود صاحب حصن كيفا ، ومكثت عنده حينا ، وأنّه أحبّ مغنّية وشغف بها ، فتزوّجها ، وصارت تحكم في بلاده ، فلمّا سمع بذلك حموّه قصد بلاده عازما على أخذ ابنته منه ، فأرسل محمد إلى صلاح الدّين يستنجد به ، وكرّر إليه الرّسل. ثمّ استقرّ الحال أن يصبروا عليه سنة ، ويفارق المغنّية.
ونزل صلاح الدّين على حصن من بلاد الأرمن فأخذه وهدمه (١).
[وصول الخلع إلى صلاح الدين]
ثم رجع إلى حمص فأتاه التّقليد والخلع من الخليفة النّاصر ، فركب بها بحمص ، وكان يوما مشهودا (٢).
[من كتاب صلاح الدين إلى الخليفة الناصر]
ومن كتاب السّلطان صلاح الدّين إلى الخليفة : «والخادم ـ ولله الحمد ـ جدّد (٣) سوابق في الإسلام والدّولة العبّاسيّة لا تعدها (٤) أوليّة أبي مسلم ، لأنّه والى ثمّ داري (٥) ، ولا آخريّة طغرلبك لأنّه نصر ثمّ حجر. والخادم خلع من كان ينازع الخلافة رواءها ، وأساغ الغصّة الّتي [أذخر] (٦) الله للإساغة في سيفه
__________________
(١) النوادر السلطانية ٥٤ ، سنا البرق الشامي ١ / ٣٤٤ ، الروضتين ٢ / ١٦ ، الكامل في التاريخ ١١ / ٤٦٤ ـ ٤٦٧ ، تاريخ الزمان ١٩٦ ، مفرّج الكروب ٢ / ٩٨ ، ٩٩ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٣٩٦ ، مرآة الزمان ٨ / ٣٦٠ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٢ ، مضمار الحقائق ١٨ ، ١٩ ، العبر ٤ / ٢٢٧ ، دول الإسلام ٢ / ٨٩ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٠ ، مرآة الجنان ٣ / ٤٠٢ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣٠٥ ، شفاء القلوب ٩٧ ، السلوك ج ١ ق ١ / ٧٠ ، ٧١ ، تاريخ ابن سباط ١ / ١٥٧ ، شذرات الذهب ٤ / ٢٥٤ ، عقد الجمان ١٢ / ٢١٧ ب ، ٢١٨ أ.
(٢) مرآة الزمان ٨ / ٣٦٠ ـ.
(٣) في تاريخ الخلفاء : «يعدّد».
(٤) في تاريخ الخلفاء : «لا يعمرها».
(٥) في تاريخ الخلفاء : «وارى».
(٦) في الأصل بياض ، والمثبت من تاريخ الخلفاء.