٢٤١ ـ أحمد بن عليّ بن محمد بن عبد الملك بن سليمان بن سند (١).
أبو العبّاس الأندلسيّ ، الكتّانيّ ، النّحويّ ، من أهل إشبيلية.
وكان يعرف باللّصّ لإغارته على الأشعار في حداثته (٢).
__________________
= فلما قدمت من رحلتي لم أر ما عهدت ، وأبصرت أمري ، وأقبل على العمل وترك التصنّع ونبذ الدنيا. (الذيل والتكملة ١ / ٢٦٤ ، ٢٦٥).
وقال الضبّي : هو ابن عمّ أبي يكنى أبا جعفر ، وكان رحمهالله عالما عاملا زاهدا فاضلا متقلّلا من الدنيا ، أخبرت عنه أنه كان يواصل الصيام خمسة عشر يوما. وكانت أوقاته محفوظة عليه. أخبرني رحمهالله قال : دخلت مرسية بعد العشر وخمسمائة سمعت بها على الحافظ أبي علي بن سكرة ، وعلى الفقيه أبي محمد عبد الله بن محمد بن أبي جعفر ، فلما توفي الحافظ أبو علي رحلت إلى قرطبة وسمعت بها وقرأت علي أبي الوليد بن رشد ، وأبي محمد بن عتاب ، والموروري ، وجماعة. ثم انصرفت وقد نلت حظّا وافرا من العمل ، فلما وصلت مالقة قيل لي : تترك الفقيه أبا علي منصور بن الخير بمالقة وتنصرف! فقصدته وجمعت عليه كتاب الله العزيز بالقراءات السبع ، ثم انصرفت إلى وطني بلس ، ورأى الناس عند دخوله يعظّمون العلم وأهله ، فكتب : أرى من في بلس يلقاني على مسيرة يوم وأن أهل لورقة يتجاورون في لقائي ببلس ، فلما وصلت لم ألق أحدا ، ولا رأيت من الناس ما عهدت ، فكان لي في ذلك موعظة ورجعت إلى نفسي فقلت : يا أحمد ، فكأنك إنما رحلت في طلب العلم وسهرت الليل ليعظّمك الناس ، لقد خبت وضلّ سعيك ، فعكفت على ما ينفعني ولزمت بيتي ، ولم أتعرّض لعرض دنياوي ، وسلكت سبل القوم لعلّ الله أن يجعلني منهم ، وبكتبهم انتفعت.
وكان رحمهالله إماما في طريقة التصوّف ، وكنت لا تراه من الليل إلّا قائما. وكان أكثر دهره صائما. توفي وقد أناف على التسعين. توفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، ومولده بعيد الثمانين وأربعمائة.
ولما اجتمع معه شيخي القاضي أبو القاسم ابن حبيش بلورقة رأيته قد بكى فسألته ممّ بكاؤك؟ ذكرتني رؤية ابن عمّ أبيك هذا من تقدّم هكذا كان زيّهم وسمتهم. وقد بتّ عنده ليالي ذوات عدد فما كان يوقظني في أكثر الليالي إلّا بكاؤه في السجود ، وما كان ينام من الليل إلّا قليلا ، فلما وصلت من عنده مرسية حدّثت بذلك بعض جيرانه قديما بلورقة ، فقال لي : هكذا أعرفه منذ أزيد من ثلاثين عاما. (بغية الملتمس).
(١) هكذا في الأصل : «سند» ، وفي المصادر : «سيد». انظر : المعجب ١٥٤ ، والمطرب ١٨٢ ، وتكملة الصلة ١ / ٨٠ ، والمنّ بالإمامة ١٥٥ ، وزاد المسافر ٢٥ ، ورايات المبرّزين ١٩ ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ١ ق ١ / ٣١٦ ـ ٣٢٠ رقم ٤١١ ، وبغية الوعاة ١ / ٣٤٤ ، ٣٤٥ رقم ٦٥٧ ، ونفح الطيب ٥ / ٣٢٥ ـ.
(٢) وجاء في «المنّ بالإمامة» أنه يسمّى باللص لقوله يتغزّل في أبي الحسين ابن فندلة أيام الفتوة : ـ