٤٦ ـ (...) (١) بن محمد بن هبة الله.
أبو محمد البغداديّ ، المعروف بابن المطّلب.
سمع : أبا الحسن العلّاف ، وأبا طالب اليوسفيّ.
سمع منه بمكّة. الفرّاء ، وغيره.
ـ حرف الميم ـ
٤٧ ـ محمد بن أحمد بن أبي الفرج بن ماشاذة (٢).
أبو بكر الأصبهانيّ ، السّكّريّ ، المقرئ.
مقرئ ، مجوّد ، عالم بطرق القرّاء ، طويل العمر.
سمع : الحافظ سليمان بن إبراهيم وتفرّد عنه ، والقاسم بن الفضل الرئيس ، ومكّيّ بن منصور السّلّار ، وغيره.
__________________
= وروى عنه بالإجازة : الخليفة الناصر العباسي ، وقرأ عليه القرآن أيضا : الوزير ابن هبيرة وأكرمه ونوّه باسمه. وكان الوزير قد قرأ بالروايات على رجل يقال له : مسعود بن الحسين الحنبلي ، وادّعى أنّه قرأ على ابن سوار ، وأسند الوزير القراءات عنه عن ابن سوار في كتاب «الإفصاح» فحضر البطائحي دار الوزير وابن شافع يقرأ عليه. فلما انتهى إلى قوله : وأما رواية عاصم فإنك قرأت بها على مسعود بن الحسين ، قال : قرأت بها على ابن سوار. وكان البطائحي قاعدا في غمار الناس ، لأنه لم يكن حينئذ معروفا ، ولا له ما يتجمّل به ، فقام وقال : هذا كذب. ورفع صوته ، ثم خرج وبلغ الوزير الخبر ، فطلبه وطلب مسعودا وحاققوه ، فتبيّن كذبه. وأنه لم يدخل بغداد إلّا بعد موت ابن سوار بكثير ، وأحضر البطائحي نسخة من المستنير بخط ابن سوار ، فقوبل بخطها الخط الّذي مع مسعود ، ويدّعي أنه خط ابن سوار ، فبان الفرق بينهما.
وقال البطائحي : هو خط مزوّر بخط أبي رويح الكاتب. وكان خطّه شبيها بخط ابن سوار.
فأهان الوزير مسعودا ومنعه من الصلاة بالناس ، وقال له : لو لا أنك شيخ لنكّلت بك. ثم قرأ الوزير على البطائحي ، وأسند عنه القراءات ، وعلا قدره.
وذكر مضمون هذه الحكاية ابن النجار عن أحمد بن البندنيجي ، وكان شاهدا للقصة ، وصار للبطائحي بعد ذلك اتصال بالدولة ، ويدخل بواطن دار الخلافة ، وكان ضريرا يحفي شاربه.
(١) بياض في الأصل.
(٢) انظر عن (محمد بن أحمد بن أبي الفرج) في : العبر ٤ / ٢١٥ ، والمعين في طبقات المحدّثين ١٧٤ رقم ١٨٦٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٣ ، ٥٤٤ رقم ٣٤٥ ، والنجوم الزاهرة ٦ / ٧٩ ، وشذرات الذهب ٤ / ٢٤٣ ـ.