[البشارة بفتح القدس]
وقد ذكر صاحب «الرّوضتين» (١) أنّ الفقيه مجد الدّين بن جميل الحلبيّ الشّافعيّ وقع إليه «تفسير القرآن» لأبي الحكم بن برّجان ، فوجد فيه عند قوله تعالى : (الم. غُلِبَتِ الرُّومُ) (٢) أنّ الرّوم يغلبون في رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ، ويفتح البيت المقدس ، ويصير دارا للإسلام إلى آخر الأبد. واستدلّ بأشياء في كتابه. فلمّا فتحت حلب على يد السّلطان صلاح الدّين ، كتب إليه المجد بن جميل ورقة يبشّره بفتح القدس على يديه ، ويعيّن فيها الزّمان ، وأعطاها للفقيه عيسى ، فلم يتجاسر أن يعرضها على السّلطان ، وحدّث بما فيها لمحيي الدّين ، وكان واثقا بعقل المجد وأنّه لا يقول هذا حتّى تحققه ، فعمل القصيدة الّتي فيها هذا البيت ، فلمّا سمعه السّلطان بهت وتعجّب. فلمّا اتّفق له فتح القدس في رجب ، سار المجد مهنّئا ، وذكر له حديث الورقة ، فتعجّب وقال : قد سبق إلى ذلك محيي الدّين ، غير أنّي أجعل لك حظّا. ثمّ جمع له من في العسكر من الفقهاء والصّلحاء ، ثمّ أدخله بيت المقدس والفرنج بعد فيه لم ينظّف منهم ، وأمره أن يذكر درسا على الصّخرة. فدخل ودرّس هناك ، وحظي بذلك.
ثمّ قال أبو شامة : وقفت أنا على ما فسّره ابن برّجان من أنّ البيت المقدس استولت عليه الروم عام سبعة وثمانين وأربعمائة ، وأشار إلى أنّه يبقى بأيديهم إلى تمام خمسمائة وثلاث وثمانين سنة.
__________________
=٢٠١ ، الأعلاق الخطيرة ٢ / ٧١ و ٢٠٣ وج ٣ ق ١ / ١٣٤ و ١٨٠ ، ١٨١ ، نهاية الأرب ٢٨ / ٣٨٤ ، ٣٨٥ ، مضمار الحقائق ١٤٤ و ١٤٦ ـ ١٥١ ، مرآة الزمان ٨ / ٣٧٦ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٦٦ ، الدرّ المطلوب ٧٥ ، ٧٦ ، العبر ٤ / ٢٣٧ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٩٣ ، البداية والنهاية ١٢ / ٣١٣ ، ٣١٤ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ٣٠١ ، ٣٠٢ ، شفاء القلوب ١٠٥ ـ ١٠٨ ، تاريخ ابن سباط ١ / ١٦٥ ، ١٦٦ ، النجوم الزاهرة ٦ / ٩٥ ـ.
(١) هو أبو شامة المقدسي.
(٢) أول سورة الروم.