وشرحه وهو يبين درجة بيانه ومستوى علمه. وللمقارنة مع الآخرين انقل هنا بعض الجمل من الطوسى وانه مطبوع قديما ويمكن المراجعة على تمامه.
شرح الطوسى على هذه العبارة فى المحصل : «أقول جميع المجسمة اتفقوا على انه تعالى فى جهة وأصحاب أبى عبد الله بن الكرام اختلفوا فقال محمد ابن الهيصم انه تعالى فى جهة فوق العرش لا نهاية لها والبعد بينه وبين العرش أيضا غير متناه .. وهاهنا قسم آخر وهو ان يكون خلاء لو لا الجسم وقد مر فيه ما كان ينبغى أن يقال فيه والمعتمد منها ان الكائنة فى الجهة قابل للقسمة والاشكال غير منفك من الأكوان وكل ذلك محال فى حق واجب الوجود» (٣٠).
يقول قطب الدين فى مقدمة شرحه : «فان كتاب المحصل اشتمل على عموم مباحث القدماء من المتكلمين واحاط بمجامع كلمات الحكماء المتقدمين والمتأخرين وسألنى ...
... الامام العالم الأفضل الأمجد فخر الملة والدين ركن الاسلام والمسلمين ادام الله ... واسبغ عليه انعامه بشرح مشكلاته وإيضاح معضلاته فأجبته الى ما التمس لوجوه : الأول أنى رأيت أهلا لما سأل وأن لا أقف على بحث الحكماء وإلغائهم بنهاية أقدام العلماء. والثانى لما تفرد له عندى من الأيادى السالفة والإنعامات الوافية. والثالث بما ورد من التهديد والترجى والوعيد من منع أهل العلم. واستخرت الله تعالى وشرعت فى تفسيره طلبا للثواب وزخرا ليوم الحساب وسألته ان يهدينى سواء السبيل (٣١).
لقد ذكر نصير الدين الطوسى شرح قطب الدين المصرى بقوله : هكذا فسر قوله تلميذه قطب الدين المصرى (٣٢) يفيد انه قد قرأ شرح القطب واستفاد منه.
وفى نفس الوقت نرى على بن عمر الكاتب القزوينى قد استنسخ شرح قطب الدين المصرى كما يظهر من مخطوطة راغب باشا رقم ٧٩٢ ، ومع ذلك فانه ذكره
__________________
(٣٠) تلخيص المحصل ص ١١٤ مصر ١٣٢٣.
(٣١) شرح قطب الدين (١ ـ ب) راغب باشا ٧٩٢.
(٣٢) المحصل ٧٧ هامش مصر ١٣١٣.