ونستنتج من هذا كله بأن مؤلف هذه المخطوطة من أولها الى آخرها هو مؤلف واحد وانما استدرك بالقسم الثالث ما تركه فى القسم الأول. وبما انه على أغلب الظن والأستاذ محمد بن تاويت الطنجى رحمهالله أيضا كان يعتقد ان المخطوطة من تعليقات ابن أبى الحديد وبما انى لم استطع الحصول على نسخة أخرى من هذا المخطوطة وهى كادت أن تكون غير معروفة أحب أن أنقل هنا نبذة من كلامه فى نقد المحصل وصاحبه وإيضاحاته فى بعض المسائل المهمة كذلك فان ابن أبى الحديد علق على قول الرازى فى مسئلة صفة العلم والقدرة لله تعالى بقوله : «مسئلة فى كونه تعالى عالما هل هو لذاته أم بعلم قديم قال صاحب الكتاب أهم المهمات فى هذه المسألة الكشف عن محل النزاع» (٤٨). «أقول ان هذا الموضع عن (الّذي) ذكرته فى الرسالة النظامية واعترضته واشعب القول فيه ولما لم يكن لائقا أن يتكلم على هذا الموضع فى كتاب (كذا) عن المحصل ويضرب عن ذكره فى الكتاب الموضوع الاعتراض (كذا) على المحصل خاصة ؛ تعين ان يتكلم فيه هاهنا. ولا بد من تقديم مقدمات «منها الفرق بين الذات والصفات وأنا أذكر فى هذا الموضع تفصيلا نافعا فاقول : (٤٩) واطال ابن أبى الحديد هنا وكتب تسع صفحات ونصف صحيفة. فانى انتخبت منها المقدمات السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة وهى عشر مقدمات على حسب ترقيمه. وفى المخطوطة يأخذ الصفحات التالية ٤١٢ ـ ب ـ ٤١٧ ـ ا.
«المقدمة السادسة فى تحقيق مذهب مثبتى الأحوال عن أصحابنا فى هذه المسألة فهم الشيخ أبو هاشم رحمهالله وأصحابه ، مذهبهم ان البارى تعالى عالم وكونه عالما صفة له ومرادهم بالصفة هاهنا الحال. وهذه الصفة تقتضيها ذاته تعالى لا مجرد كونها ذاتا لأن الذوات عندهم متساوية ومماثلة فى الذاتية ؛ لكن لاختصاصها بالصفة الخاصة وهى الصفة الخامسة وليست صفته تعالى بكونه عالما معللة معنى متفصل كما يذهب إليه الأشعرى ويقولون ان هذه الصفة باعتبارها تتعلق ذات البارى بالمعلومات المختلفة.
المقدمة السابعة : فى تحقيق مثبتى الأحوال من الأشعرية فى هذه المسألة :
__________________
(٤٨) المحصل ص ١٣١ سفلر ١ ـ ١٨ تعليق ابن ابي الحديد ٤١٢ ـ ١.
(٤٩) تعليق ابن ابي الحديد ٤١٢ ـ ب (نقل من قوله هذا واهم المهمات ... الى يكون الله تعالى عالما ، ورق ٤١٢ ـ ١.