هو ، لا يقولون مثل قول شيخنا أبى هاشم وأصحابه الا أنهم لا يجعلون المقتضى لتلك الصفة ذاته تعالى لا مجرد كونها ذاتا مخصوصة بنفسها ولا باعتبار الصفة الأخرى الخاصة التى يسميها أصحابنا الخامسة بل يجعلون المقتضى لتلك الصفة معنى قديم غير معلل بعلة لا ذات البارى ولا غيرها بل هو موجود لذاته كما ان ذات البارى تعالى موجود لذاتها. الا أنها تقتضى حصول صفة العالمية لذات البارى سبحانه ولو لا هذا المعنى لم تكن ذات البارى سبحانه عالمة. وكذا القول فى القدرة والحياة وغيرها من المعانى وهذا قول ابن الباقلانى والجوينى وغيرهما فمن يستحق أن يخاطب من هذه الطائفة. وكل قول يقوله من ينتمى الى الأشعرية غير هذا القول فى هذه المسألة. اما أن لا يصح واما (٤١١ ـ ا) ان ترجع الى مذهب الشيخ أبى الحسين رحمهالله.
المقدمة الثامنة فى تحقيق قوم نفاة الأحوال من أصحابنا فى هذه المسألة : مذهبهم فى هذا الموضع مضطرب جدا لأنهم لا يثبتون للبارى تعالى بكونه عالما صفة ولا معنى هو ذات فيصعب عليهم تفسير مفهوم قولنا انه عالم. فقال الشيخ أبو على وأبو بكر بن إخشيد وأصحابهما مفهوم كونه عالما ، ان له معلوما ومفهوم كونه قادرا ان له مقدورا وليس للذات من هذا المفهوم صفة ولا معنى. وقد تكلم الشيخ أبو الحسين رحمة الله عليهم (كذا) فى التصفح بما ليس هذا موضع ذكره.
المقدمة التاسعة فى تحقيق قول الشيخ أبى الحسين رحمهالله فى هذه المسألة مذهبه : ان البارى تعالى عالم ومعنى ذلك كونه متبينا للأشياء وهذا ليس أمر (ا) زائد (ا) على ذاته مضافا (ا) إليها وذاته يقتضيها بحقيقتها المخصوصة المخالفة لسائر الحقائق بنفسها فتارة يسميه تعلقا والمقصود انه أمر ثبوتى ذاته تعالى موصوفة به يتجدد بتجدد المعلومات وهو متعدد ليس بمتحد وهل هو أمر له اضافة أو هو نفس الاضافة. هذا مما يختلف قوله فيه.
وليس للبارى تعالى من كونه قادرا صفة راجعة الى ذاته عنده كما له من كونه عالما لأنه لا معنى لكونه قادرا الا صحة الفعل ووقوعه على دواعيه تعالى وصحة العقل أمر راجع الى الفعل. فذاته تعالى يقتضي كون الفعل صحيحا منه وموقوفا