لا يؤمنون الآن فقط ، ولا يكون اخبارا عن انتفاء الايمان منهم طول حياتهم فلا يلزم المحال» (٥١).
من جملة نقد ابن أبى الحديد لفخر الدين الرازى.
«ثم ان صاحب الكتاب تكلم فى اثبات النبوة المحمدية واستدل عليها بوجوه ثم اعترضها باعتراضات كثيرة ولم يجب عنها ... وقد وقفت على رسالة لبعض قدماء الاسماعيلية يذكر فيها فوائد التعليم. واظن صاحب الكتاب وقف عليها وحسنت عنده فنقلها الى هذا الموضع لأنى رأيت كثيرا من ألفاظ الرسالة بعينها منقولة فى المحصل : فمن جملتها قوله :
«ان كل جنس تحته أنواع فانه يوجد فيما بين تلك الأنواع نوع واحد هو اكملها. وكذا الأنواع بالنسبة الى الأصناف بالنسبة الى الأشخاص بالنسبة الى الأعضاء وأشرف الأعضاء ورئيسها هو القلب وخليفته الدماغ ومنه يثبت القوى (*) (٤٣٤ ـ ا) على جميع جوانب البدن. فكذا أنواع الانسان لا بد فيه من رئيس والرئيس اما ان يكون حكمه على الظاهر فقط وهو السلطان أو على الباطن فقط وهو العالم أو عليهما معا وهو النبي أو الامام. فالنبى يكون كالقلب فى العالم والامام كالدماغ وكما أن القوى المذكورة انما تفيض من الدماغ على الأعضاء وكذا قوة البيان والتعليم انما تفيض بواسطة الامام المعلم الّذي هو خليفة النبي على جميع أهل العالم وهذا الكلام محض مذهب التعليمية وهم الاسماعيلية من الشيعة. وكثيرا ما اعجب من هذا الرجل فى كتبه ومصنفاته وخصوصا فى هذا الكتاب فانه وضعه على قاعدة الايجاز والاختصار ثم توخى المواضع المهمة فى صناعة الكلام فاختصرها حتى أحل (*٢) بفهمها بالكلية بل حذف الكثير منها وأهمله وأعرض فى مواضع شريفة عظيمة الخطر. ولم يجب عن الاعتراض قصدا للايجاز بزعمه ثم اطال فى مواضع كثيرة لا يناسب اطالته فيها الايجاز فى غيرها ولا يقتضي قاعدة الكتاب وأمثاله من المختصرات الاسهاب فيها ...
__________________
(٥١) نفس المخطوط ، ٤٢٧ ـ ب.
(*) نفس المخطوط ٤٢٢ ـ ب كذا في الاصل ، والاصح : تنبت.
(*٢) والاصح : اخل